============================================================
الشسهيد شح معالمر العدل والنوحيد وأما إن كانت القدرة المتعلقة بالإعادة غير القدرة المتعلقة بالايجاد، فحينئذ تكون القدرتان متعلقتين بمقدور واحد، فيلزم وجود مقدور بين قادرين، وهو محال.
فهذه الأصول التي قررناها ساقتنا إلى الحكم باستحالة اقتدار العبد على الإعادة، وهي غير موجبة للحكم بامتناع اقتداره على الايجاد، فإن كانت صحيحة ظهر الفرق بين الايجاد والاعادة، وإن فسدت منعت الحكم في الأصل، وجوزت اقتدار العبد على الإعادة.
وهكذا نقول في قولهم: إنه لما كان مريدا بإرادة وجب أن يكون عالما بعلم. فإنا إنما حكمنا بتعليل المريدية بالإرادة؛ لأن عندنا المريدية صفة جائزة، والصفة الجائزة معللة، والعالمية صفة واجبة، والواجب لا يعلل.
فإن صحت هذه الأصول ظهر الفرق، وإن فسدت منعنا الحكم في الأصل وهو كون المريدية معللة بالإرادة، وهكذا القول في بقية الأمثلة.
وظهر بما قررناه أن مثل هذا الاستدلال لا يصلح أن يكون حجة.
فهذا هو الكلام في المقدمة ونشرع الآن في المقصود.
الباب الأول في النظر (1) القول في الرد على منكري الحقائق من أهل السفسطة وقد أنكروا الحقائق وجحدوها وهم فرق ثلاث.
ا- جاء في الهامش حاشية توضح معنى النظر: "لقظة النظر مقولة بالاشتراك على المقابلة والانتظار وتحديق العين وفكر الذات وهو المراد هاهنا. وفي مصطلح النظار من أهل الصناعة: ترتيب مقدمات اعتقادية أو ظنية ليتوصل بها إلى الوقوف على الشيء باعتقاد أو ظن.
Página 43