============================================================
الشسهيد شح معالمر العدل والنوحيل وأما الوجه الرابع وهو أنا إنما لم نره لأن شرائط رؤيتنا له وهي المقابلة مستحيلة عليه؛ فهو باطل أيضا ؛ لأن المقابلة إذا كانت لا تعقل إلا في رؤية الأجسام والألوان، والله تعالى ليس بجسم ولا لون استحال كونها شرط في رؤيته؛ لأن كل شرط فلا بد من كونه مسبوقا بامكان تصوره وحصوله، فإذا كان تصوره وحصوله غير ممكن في حق الله تعالى استحال جعله شرطا، فبطل أن تكون استحالة رؤيتنا له تعالى لاستحالة الشرط، فإذا هذه الأوجه الأربعة لم يبق إلا الوجه الخامس، وهو أنا لم نره لاستحالة كونه مرئيا في نفسه، فلا يمكن أن يرى نفسه ولا يراه أحد، وهذا هو المطلوب.
اال وتمام تقرير ما ذكره الخوارزمي بدفع ما يرد عليه من الأسئلة والانفصال عنها، وهي الأول أنا لو سلمنا أن هذه الأمور التي أعددتوها من البعد وعدم المحازاة للرائي واللطافة والحجب الكثيفة وعدم الضياء المتصل بالمرثي موانع فقرروها بالدلالة، ليتم ما ذكرتم من استحالة الرؤية على الله تعالى.
وجوابه من وجهين: أحدهما أن كونها موانع معلوم بالضرورة بعد الخبرة والاستقراء، والإنكار لكونها موانع مكابرة للعقل ومدافعة للحس، وما يورد من الشكوك على كونها غير موانع كأن يقال: لو كان البعد مانعا لما رأينا النجوم، ولو كان الحجب الكثيفة مانعة لما رأينا ما وراء الزجاج فهو مما لا يستحق جوابا لخروجه عن القضايا العقلية وانجراره إلى السفسطة.
ال وثانيهما أن مع تسليم كونها غير موانع فمقصود الاستدلال حاصل؛ لأنه إذا ثبت أنه تعالى على الصفة التي لمكانها يرى ونحن على الصفة التي لمكانها يجب أن نراه ولا مانع لنا
Página 291