كَاهِنًا أَو عرافا وَفِي بَعْضهَا أَو منجما فقد كفر بِمَا أنزل على قلب مُحَمَّد) ﷺ فِي أَمْثَال لهَذِهِ الرِّوَايَة يطول ذكرهَا
بَاب الْكَلَام على أهل التَّثْنِيَة
الْقَائِلين بِأَن الْعَالم من أصلين أَحدهمَا نور وَالْآخر ظلام لم يَزَالَا متباينين ثمَّ امتزج مِنْهُمَا جزآن وَأَن النُّور خير حَكِيم بطبعه وَأَن الظلام شرير سَفِيه بطبعه
فَإِن قَالَ قَائِل مِنْهُم لم أنكرتم أَن يكون الْعَالم من أصلين قديمين أَحدهمَا نور وَالْآخر ظلام قيل لَهُ لسنا ننكر أَن يكون من جملَة الْعَالم مَا هُوَ نور وَمِنْه مَا هُوَ ظلام غير أَنَّهُمَا لَا يجوز عندنَا أَن يَكُونَا من أشخاص الْعَالم وأجسامه الْقَائِمَة بأنفسها وَلَا أَن يَكُونَا قديمين وَلَا فاعلين بالطبع وَلَا بِالِاخْتِيَارِ وَلَا أَن تكون الْأَجْسَام من النُّور والظلام فِي شَيْء
فَإِن قيل وَلم أنكرتم أَولا أَن يكون النُّور والظلام المختلفان فِي الْجِنْس أجساما قيل لَهُ أَنْكَرْنَا ذَلِك لقِيَام الدَّلِيل على أَن الْأَجْسَام كلهَا من جنس وَاحِد من حَيْثُ كَانَ كل وَاحِد مِنْهَا يسد مسد الآخر وينوب مَنَابه وَيجوز عَلَيْهِ من الْوَصْف مثل مَا جَازَ عَلَيْهِ من الْحَرَكَة والسكون والاجتماع
1 / 78