المَاء وَالْأَرْض وَالنَّار والهواء لِأَن من طبع كليات هَذِه الْأَشْيَاء الْوُقُوف فِي عالمها الَّذِي هُوَ مَوضِع مركزها وَأَن لَا تتحرك عَنهُ فَإِن صَارُوا إِلَى ذَلِك تركُوا قَوْلهم وَإِن قَالُوا اتِّفَاق كليات هَذِه الْأَشْيَاء فِي السّكُون فِي مراكزها ومواضع كلياتها لَا يدل على اتِّفَاق طبعها قيل لَهُم وَكَذَلِكَ اخْتِلَاف حركات جزيئاتها الْمَوْجُودَة فِي عالمنا لَا يدل على اخْتِلَاف طباعها وَلَا فصل فِي ذَلِك
وَيُقَال لَهُم أَيْضا يجب على موضوعكم هَذَا أَن يكون طبع جزئيات هَذِه الْأَشْيَاء مُخَالفا لكلياتها وَأَن تكون طباعها خلاف طباع كلياتها وَذَلِكَ أَن من شَأْن هَذِه الجزئيات الْمَوْجُودَة فِي عالمنا الْحَرَكَة وَمن شَأْن كلياتها السّكُون وَالْوُقُوف فَيجب لذَلِك اخْتِلَاف طباع الجزئيات والكليات فَإِن مروا على ذَلِك تركُوا قَوْلهم وَإِن أَبوهُ قيل لَهُ فَمَا أنكرتم أَيْضا من اتِّفَاق طبع الْفلك وَالنَّار والهواء وَالْمَاء وَالْأَرْض وَإِن اخْتلفت حركات هَذِه الْأُمُور فَلَا يَجدونَ إِلَى دفع ذَلِك سَبِيلا
بَاب الْكَلَام على المنجمين
إِن قَالَ قَائِل فَمَا أنكرتم أَن يكون صانع هَذَا الْعَالم ومصوره ومدبره ونافعه وضاره ومبتليه الأفلاك السَّبْعَة الَّتِي هِيَ الطوالع الشَّمْس وَالْقَمَر وزحل
1 / 66