السفن وَالْبر وَسَقَطت فِيهَا دور كَثِيرَة وَنصف مَسْجِد الْجَامِع وَكَانَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة غرَّة جُمَادَى الْآخِرَة حمرَة شَدِيدَة كالنار إِلَى الْفجْر وَفِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ مطر أهل تيماء مَطَرا وبردا كالبيض فَقتل بهَا ثلثمِائة وَسِتِّينَ إنْسَانا وَهدم دورا وَسمع فِي ذَلِك صَوت يَقُول ارْحَمْ عِبَادك اعْفُ عَن عِبَادك ونظروا إِلَى أثر قدم طولهَا ذِرَاع بِلَا أَصَابِع وعرضها شبران الخطوة إِلَى الخطوة خمس أَذْرع أَو سِتّ فاتبعوا الصَّوْت فَجعلُوا يسمعُونَ صَوتا وَلَا يرَوْنَ شخصا ذكر جَمِيع ذَلِك مُحَمَّد بن حبيب الْهَاشِمِي فِي تَارِيخه
ثمَّ ولي ابْنه الواثق بِاللَّه أَبُو جَعْفَر هَارُون بن مُحَمَّد وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ من ذِي الْحجَّة وَقيل لثلاث بَقينَ مِنْهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت خِلَافَته خمس سِنِين وشهرين وَأحد عشر يَوْمًا وَقيل وَثَلَاثَة أشهر وَخَمْسَة عشر يَوْمًا
ثمَّ ولي أَخُوهُ المتَوَكل على الله أَبُو الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون وَقتل لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع خلون من شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت خِلَافَته أَربع عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَقيل سَبْعَة وَفِي خلَافَة المتَوَكل سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ جَاءَت كتب التُّجَّار تجار الْمغرب أَن ثَلَاث عشرَة قَرْيَة من قرى القيروان خسف بهَا فَلم ينج من أَهلهَا إِلَّا اثْنَان وَأَرْبَعُونَ رجلا سود الْوُجُوه فَأتوا القيروان فَأخْرجهُمْ أَهلهَا وَقَالُوا أَنْتُم مسخوط عَلَيْكُم فَبنى لَهُم الْعَامِل حفيرة خَارج الْمَدِينَة فَكَانُوا فِيهَا وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ رجمت قَرْيَة يُقَال لَهَا السويداء بِخَمْسَة أَحْجَار فَوَقع حجر مِنْهَا إِلَى خيمة أَعْرَابِي فاحترقت وَوزن حجر مِنْهَا فَكَانَ فِيهِ عشرَة أَرْطَال فَحمل مِنْهَا أَرْبَعَة إِلَى الْفسْطَاط وَوَاحِد إِلَى تنيس
وَفِي هَذِه السّنة زلزلت دامغان على أَهلهَا فَسقط نصفهَا عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ وَسقط نَحْو من ثُلثي بسطَام وزلزلت ري وجرجان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان فِي وَقت وَاحِد وَكَانَ بقرية يُقَال لَهَا أحداباذ مِمَّا يَلِي قومس زلازل فَخرج النَّاس عَنْهَا وسمعوا من السَّمَاء صَوتا عَالِيا الله أجل وأعود بِالْحُرْمَةِ لِعِبَادِهِ وَذكر أَن جبلا بِالْيمن عَلَيْهِ مزارع صَار إِلَى أَرض أُخْرَى وَذكر ابْن أبي الوضاح أَن طائرا دون الرخمة وَفَوق الْغُرَاب أَبيض وَقع على دَابَّة بحلب لسبع مضين من رَمَضَان فصاح يَا معشر النَّاس اتَّقوا الله الله حَتَّى صَاح أَرْبَعِينَ صَوتا ثمَّ طَار وَجَاء من الْغَد فصاح أَرْبَعِينَ صَوتا فَكتب صَاحب الْبَرِيد بذلك وَأشْهد خَمْسمِائَة إِنْسَان سَمِعُوهُ
1 / 64