المقالة السادسة
1
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث الجشاء الحامض في العلة التي يقال لها زلق الأمعاء بعد تطاولها ولم يكن كان قبل ذلك فهي علامة محمودة.
[commentary]
ص: إن زلق الأمعاء والمعدة هي التي لا يتغير معها الطعام في اللون والرائحة والقوام. وسببه قد يكون سلح يعرض في سطح المعدة والأمعاء بسبب أخلاط لذاعة. فإذا مر بها الطعام وقعته ولم يمسكه. وقد يكون سببه ضعف القوة الماسكة من سوء مزاج رديء يغلب أو أخلاط تجتمع . وقد يعرض معه في ابتداء العلة جشاء حامض إذا كان سوء المزاج بارد أو لمادة بلغمية. فإذا تمادت العلة زال بسبب أن الطعام لا يلبث في المعدة ولو يسيرا كما يلبث في أول هذه العلة ولا يجمد الجشاء الحامض في هذة العلة إذا عرض تطاول العلة ولم يكن فإنه يدل على أن المعدة راجعت قواها الطبيعية فلبث الطعام في المعدة ريثما يحمض.
2
[aphorism]
قال بقراط: من في منخريه بالطبع رطوبة أزيد وكان منيه أرق فإن صحته أقرب إلى السقم. ومن كان الأمر فيه على * ضد (1) ذلك فإنه أصح بدنا.
[commentary]
ص: إن من في * منجريه (2) مزاجه * أجف (3) فإنه لا يجري من منخريه فضل محسوس ولا جلد عرق لكنه يرق ويلطف فيستفرغ بالتحلل الخفي. وبالضد حال صاحب المزاج الرطب فإنه لا يزال يعرض له النزل فيصير لحلقه وحنجرة وقصب الرئة والرئة المريء والمعدة فيعرض ذرب وسوء هضم وسعال فلذلك لا تكون صحته وتعبه ومتى من كان كذلك يكون أرق وأرطب.
3
[aphorism]
قال بقراط: الامتناع من الطعام في اختلاف والدم المزمن دليل رديء وهو مع الحمى أردأ.
[commentary]
ص: إن اختلاف الدم قد يكون بسبب قرحة الأمعاء. فإذا تمادت العلة شاركها للمعدة ثم فمها في الألم فيعرض ذهاب الشهوة وذلك مذموم. ومع الحمى أردأ لأنه يدل إما على ورم أو على عفونة في القرحة. فأما إذا عرض ذهاب الشهوة في هذه العلة بسبب انصباب المرار إلى فم المعدة وهي التي تسحج فلا يدل ذلك على موت القوة الطبيعية.
4
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من القروح ينتثر ويتساقط ما حوله فهو خبيث.
[commentary]
ص: نفس الجلد وتناثر الشعر مما حول القرحة دليل أخلاط رديئة تمنع الاندمال.
5
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن ينعقد من الأوجاع العارضة في الأضلاع ومقدم الصدر وغير ذلك من سائر الأعضاء PageVW0P021B عظيم اختلافها.
[commentary]
ص: إنه لا ينبغي أن يقتصر على تعرف موضع الوجع لكن يتعرف معه مقدار عظيمة. فإن عظم الوجع يدل على كيفية السبب المحدث وعلى كمية ويرشد إلى كيفية المعالجة كالحال في وجع الأضلاع متى كان عظيما دل أن العلة في الغشاء المستبطن للأضلاع ويحتاج من العلاج إلى ما هو أقوى مثل الفصد إن كان يتراقى إلى القوة والإسهال إن كان ينحدر إلى ما دون الشراسيف. ومتى كان يسيرا ولم يكن يحس دل على أن العلة في الأعضاء اللحمية من الأضلاع ولا خطر فيه وكالحال في ورم * الكلى (4) ، فإنه متى كان الورم في المواضع اللحمية منها كان الوجع ثقيلا، ومتى كان في الغشاء والعروق كان الوجع عظيما. وكذلك يراعي كيفية الوجع وهل هو سببه النخس أو الثقب أو التمدد أو الثقل وهل يدوم أو يفتر، فإنه متى كان الخلط المحدث للوجع بلغميا كان الوجع أيسر، ومتى كان من حبس المرار كان أحد وأزيد، وكذلك متى كان الوجع بسبب ريح غليظ ليس لها منفذ.
6
[aphorism]
قال بقراط: العلل التي تكون في المثانة والكلى يعسر برؤها في المشايخ.
[commentary]
ص: وهذا لأن فعل هذه الأعضاء ليس يغير ولا يسكن فلان الفضول الحادة تمر بها ويكون ذلك سببا لعسر برئها.
7
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأوجاع التي تعرض في البطن أعلى موضعا فهو أخف وما كان منها ليس كذلك فهو أشد.
[commentary]
ص: ليس ينبغي قوله «أعلى» من حيث طول البدن لكن من حيث العمق. والحد بين الموضع الأعلى وما سواه مما يلي البطن الغشاء المسمى الصفاق فيتبين أن ما يعرض في المواضع التي يجوزها الصفاق من الأمعاء والمعدة من الوجع فهو أشد وأقوى.
8
[aphorism]
قال بقراط: ما يعرض من القروح في أبدان أصحاب الاستسقاء ليس يسهل برؤه.
[commentary]
ص: وهذا لفرط الرط,بة والقورح تحتاج إلى التجفيف.
9
[aphorism]
قال بقراط: البثور العراض لا يكاد تكون معها حكة.
[commentary]
ص: أن يكون من البثور * أشد (5) وأشرق فالخلط الذي يحدثه أحر. ولذلك لا يكون مع البثور العراض حكة لقلة الحدة.
10
[aphorism]
قال بقراط: من كان به صداع أو وجع شديد في رأسه فانحدر من منخريه أو من أذنيه قيح أو ماء فإن مرضه يتحلل بذلك.
[commentary]
ص: الوجع الحادث في الرأس بسبب ورم أو رطوبات غليظة إذا تقيح أو خرجت الرطوبات سكن. فأما ما كان من ريح نافخة أو كثرة الدم أو الصفراء فلا.
11
[aphorism]
قال بقراط: أصحاب الوسواس PageVW0P022A السوداوي وأصحاب البرسام إذا حدث بهم البواسير كان ذلك دليلا محمودا لهم.
[commentary]
ص: وهذا لأن من شأن البواسير أن يستفرغ من الدم ما هو عكر.
12
[aphorism]
قال بقراط: من عولج من بواسير مزمنة حتى يبرأ ثم لم يترك من واحد فلا يؤمن عليه من أن يحدث به استسقاء أو سل.
[commentary]
ص: وهذا لأن الدم العكر السوداوي يدفعه الكبد إليها. فإن حبس حدث في الكبد ورم حار. ومع ذلك فإن الدم بكثرته وغلظه يثقل على الكبد فيطفئ حرارتها فيحدث الاستسقاء كالحطب الكثير إذا غمر به النار. فإن * دفع (6) الكبد فضلة هذا الدم في العروق التي في الرئة انصدع عرق فيحدث السل. فلهذا يترك من البواسير إذا عولجت واحد يستفرغ منه عكر الدم لا سيما إذا * اعتادت (7) هذه العلة.
13
[aphorism]
قال بقراط: إذا اعترى إنسانا فواق فيحدث به عطاس سكن فواقه.
[commentary]
ص: إنه متى كان الفواق من الامتلاء احتيج إلى حركة مزعجة تقطع تلك الرطوبات فتتحلل والعطاس يفعل ذلك.
14
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان استسقاء فجرى الماء منه في عروقه إلى بطنه كان بذلك انقضاء مرضه.
[commentary]
ص: وهذا من الاستفراغ الذي من تلقاء نفسه بغير دواء.
15
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان اختلاف قد طال فحدث به قيء من تلقاء نفسه انقطع بذلك اختلافه.
[commentary]
ص: وهذا يكون بطريق الجذب إلى الجهة المضادة.
16
[aphorism]
قال بقراط: من اعترته ذات الجنب وذات الرئة فحدث به اختلاف فذلك فيه دليل سوء.
[commentary]
ص: إنما يذم هذا الاختلاف إذا كان بسبب ضعف الكبد عن * الجذب (8) الغذاء المشاركة آلات النفس في الألم بسبب عظم العلة كما يعرض * لصاحب (9) علة الكبد فواق بسبب مشاركة فم المعدة إياها. فأما متى كانت العلة ضعيفة فحدث اختلاف فقد يمكن أن ينتفع به بطريق الاستفراغ لا سيما إذا كانت علامات الهضم ظاهرة.
17
[aphorism]
قال بقراط: إذا كان بإنسان رمد فاعتراه اختلاف فذلك محمود.
[commentary]
ص: وهذا لأنه * يجذب (10) الخلط إلى أسفل.
18
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث في المثانة خرق أو في الدماغ أو في القلب أو في الكلى أو في بعض الأمعاء الدقاق أو في الحجاب أو في المعدة أو في الكبد فذلك قتال.
[commentary]
ص: لفطة «قتال» قد يطلقه بقراط وهو يريد «لا محالة» وقد يطلقه وهو يريد به «الأغلب». أما الجراحة إذا وصلت إلى القلب أو إلى الحجاب قتلت لا محالة ولم يلتحم لدوام حركتها. فأما الجراحة التي تصل فضاء المثانة وجوفها فإنها لا تلتحم لأنها عصبية. PageVW0P022B فأما رقبتها فلحمية، ولذلك تبرأ بعد الشق في أصحاب الحصى. أما الكبد فمتى لم تكن الجراحة غائرة أمكن أن يبرأ. فقد تقطع زائدة من زوائد الكبد ثم يبرأ أصحابها. وجراحة الدماغ إن * نفذت (11) إلى البطون ثم يبرأ. وإلا فقد يبرأ في الندرة. فأما طبيعة الأمعاء الدقاق وأكثر منها طبيعة المعدة ففيها من الجوهر اللحمي مقدار ليس باليسير. فمتى لم يكن جراحتها غائرة فقد يلتحم. فإن بعد الخرق إلى التجويف فلا يكاد يبرأ إلا في الندرة. وسبب ذلك أنا لا نقدر أن نضع على الجرحدواء كما يضع من خارج. ويشبه أن يكون كلام بقراط في هذا الفصل خرج على الخراقات العظيمة. فإنها الخالية للموت لا محالة.
19
[aphorism]
قال بقراط: متى انقطع عظم أو غضروف أو عصبة أو المرضع الرقيق من لحم اللحي أو القلفة لم تنبت ولم تلتحم.
[commentary]
ص: عنى بقوله «لم تنبت» أي لم يتولد فيه جوهر مثل الجوهر الذي انقطع. وعنى بقوله «تلتحم» أي تلتزق حتى تلتأم الأجزاء. فأما العظم المنكس إذا ارتبط بدشبد فإنه يلتأم الشق. ولم يعن بالقطع الشق. فإن معنى القطع أن ينفذ الشق إلى الجانب الآخر فلا يمكن التحامه لأن شفتي الجراحة قد تباعدا تباعدا فاحتثيا إذا كانت عصبية رقيقة.
20
[aphorism]
قال بقراط: إذا انصب دم إلى فضاء على خلاف الأمر الطبيعي فلا بد من أن يتقيح.
[commentary]
ص: الدم إذا خرج عن موضعه الطبيعي لم يبق دما لكن إما أن يتقيح أو يسود أو يجمد فيصير عبيطا. عنى بالتقيح الفساد. فليس كل تغير الدم تقيح.
21
[aphorism]
قال بقراط: من أصابه جنون فحدث به اتساع العروق التي تعرف بالدوالي والبواسير انحل عنه جنونه.
[commentary]
ص: وهذا لأن الطبيعة تدفع الخلط المولد للجنون إلى الأسافل.
22
[aphorism]
قال بقراط: الأوجاع التي تنحدر من الظهر إلى المرفقين يحلها فصد العرق.
[commentary]
ص: هذه * الأوجاع (12) تحدث من خلط يجري وينتقل من موضع إلى موضع. فربما كان وحده وفي أكثر الأمر يكون مع ريح نافخة غليظة. فيستفرغ ذلك الخلط بالفصد من باطن المرفق إن كان يجري إلى تلك الناحية لأن استفراغ * الخلط (13) بحسب ميله لكن من المواضع التي تصلح لاستفراغها.
23
[aphorism]
قال بقراط: من دام به التفزع وخبث النفس زمانا طويلا فعلته سوداوية.
[commentary]
ص: هذا إذا عرض من غير سبب ظاهر فتبين أنه من السوداء. وقد يكون من السوداء وله سبب ظاهر وهو في المستعد لقبول علل السوداء إذا دام حزنه واغتمامه لعارض.
24
[aphorism]
قال بقراط: انتقال الورم الذي يدعى الحمرة PageVW0P023A من خارج إلى داخل ليس بمحمود. وأما انتقاله من داخل إلى خارج، فمحمود.
[commentary]
ص: ليس يختص بما ذكر الحمرة لكن جميع العلل إذا مالت إلى ما يلي الجلد كان ذلك الميل محمودا. وإن عانق إلى باطن البدن كان مذموما.
25
[aphorism]
قال بقراط: من عرضت له في الحمى المحرقة رعشة فإن اختلاط ذهنه يحلها عنه.
[commentary]
ص: الخلط المحدث للحمى المحرقة هو في العروق. فإذا انتقل إلى العصب أحدث الارتعاش. فإذا شارك العصب الدماغ حدث الاختلاط. فهذا الاختلاط يحل الحمى لكن يلقيه في علة أخرى.
26
[aphorism]
قال بقراط: من كوي أو بط من المتقيحين أو من المستسقين فجرى منه من المدة أو من الماء شيء كثير دفعة فإنه يهلك لا محالة.
[commentary]
ص: يعني «من المتقيحين» أصحاب المدة في الفضاء التي من الصدر والرئة. فمتى استفرغ من هؤلاء المدة بطريق الكي أو بالثقب من المستسقين جلب الموت بسبب تحلل الروح مع الاستفراغ دفعة. ومع ذلك فإن المستسقي إذا استفرغت المائية دفعة عدمت كبده ما كان يرتفق به من حمل تلك الرطوبة ثقل فيرم الجاسي فاسترخت وحدثت معها إلى أسفل الحجاب وفما في الصدر من الأحشاء.
27
[aphorism]
قال بقراط: الخصيان لا يعرض لهم النقرس ولا الصلع.
[commentary]
ص: وهذا لأنهم صاروا أشباه النساء ولا يعرض للنساء الصلع لفرط رطوبة * أبدانهن (14) . فأما النقرس فقد يصيبهم إذا أساؤوا التدبير وأفرطوا في السكر والترفة فليس الجماع وحده سبب النقرس وإن كان أقوى أسبابه. والنقرس يعتري من كان ضعيف القدمين كما أن الصرع يعتري من كان ضعيف الدماغ. ثم إذا حسن كل واحد من هؤلاء تدبيره لم يكن يعرض له ما هو مستعد له.
28
[aphorism]
قال بقراط: المرأة لا يصيبها النقرس إلا أن ينقطع طمثها.
[commentary]
ص: وهذا الاستفراغ فضول * أبدانهن (15) بالطمث. ومتى أسأن التدبير فقد يعرض لهن النقرس مع درور الطمث.
29
[aphorism]
قال بقراط: الغلام يصيبه النقرس قبل أن يبتدئ في المباضعة.
[commentary]
ص: إن للجماع أثرا قويا في هذا الباب. وذكر جالينوس أنه رأى من الخصيان من أصابه النقرس. ولم يؤمن الصبيان. وما يعرض لهم خاطئ طريق انتفاخ الركبة بسبب امتلاء من تخم كثيرة.
30
[aphorism]
قال بقراط: أوجاع العينين يحلها شرب الشراب الصرف أو الحمام أو التكميد أو فصد العرق أو شرب الدواء.
[commentary]
PageVW0P023B ص: إنه متى كان تجري إلى العين رطوبات حادة وليس في البدن امتلاء فالمداواة بالاستحمام نافع في تحليل تلك المادة. وكذلك متى لحج في عروق العينين دم غليظ من غير أن يكون في البدن امتلاء. فإن الاستحمام وشرب الشراب يذيب ذلك الدم ويلطفه ويستفرغه يتمتحن ذلك بالتكميد، فإنه متى سكن التكميد الوجع ثم عاود بعد ساعة بأشد مما كان فذلك دليل على الامتلاء فيستفرغ بالفصد أو الإسهال على حسب ما تقتضيه الحال. وإن لم يعد الوجع دل على النقاء وجواز الإقدام على الشرب والاستحمام.
31
[aphorism]
قال بقراط: اللثغ يعتريهم خاصة اختلاف طويل.
[commentary]
ص: إنما تعرض اللثغة لاسترخاء اللسان بسبب الرطوبة في الدماغ، ولذلك تعرض للصبيان كثيرا. فإذا استوى زالت إلا أن تكون الرطوبة كثيرة مفرطة، فلا يقدر عضل اللسان أن يعتمد بقوة حيث يحتاج إليه. وقد تعرض للسكارى اللثغة بسبب الرطوبة الكثيرة التي تغمر الدماغ. وبالحري من كان مزاج دماغه هكذا أن ينحدر من الفضول الكثيرة إلى المعدة فيعرض الاختلاف. فإن الاختلاف المزمن عرض لازم لضعف المعدة بسبب الرطوبة. وقد تعرض اللثغة لبعض المرضى من اليبس المفرط.
32
[aphorism]
قال بقراط: أصحاب الجشاء الحامض لا يكاد تصيبهم ذات الجنب.
[commentary]
ص: إن قبول الرئة لجميع الأخلاط سهل لأنها سخيفة متخلخلة. فأما الغشاء المستبطن للأضلاع فخليق أن لا يقبل في الأغلب إلا ما كان من جنس المرار لأن طبيعته ملززة متكاثفة. ولذلك صار البلغمي وهو صاحب الجشاء الحامض قل ما تعتريه ذات الجنب لا سيما إذا كان البلغم مالحا، فإنه يلذع الأمعاء فيستفرغ للفضول بتليين البطن. وقد قال بقراط: من كانت طبيعته بالطبع ليية فقل ما يعتريه الشوصة.
33
[aphorism]
قال بقراط: الصلع لا يعرض لهم من العروق التي تتسع التي تعرف بالدوالي كثير شيء. ومن حدثت به من الصلع الدوالي، عاد شعر رأسه.
[commentary]
ص: إن الصلع إذا ظهر لم يزل. ويشبه أن يكون عنى بالصلع انحسار الشعر بسبب أخلاط رديئة. PageVW0P024A فإذا انتقل إلى الأسافل فلا ينبت الشعر. والقول بأن الصلع لا يحدث لهم الدوالي ليس بحق وهو تدليس إلا إذا قيس على هذا الوجه.
34
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث لصاحب الاستسقاء سعال كان ذلك دليلا رديئا.
[commentary]
ص: قد يعرض للمستسقي سعال بسبب آخر، ولا يدل على الهلاك. فأما متى عرض من تزيد الرطوبات المائية حتى تبلغ إلى قصبة الرئة فذلك دليل على الإشراف على الخنق.
35
[aphorism]
قال أبقراط: فصد العرق يحل * عسر (16) البول وبنبغي أن تقطع العروق الداخلة.
[commentary]
ص: هذا إذا كان بسبب ورم دموي ففصد العرق الداخلة التي في باطن الركبتين نافع لأن ما كان من العلل فيما دون الكبد. فإن بقراط يأمر بفصد العروق التي في باطن الركبتين * التي (17) على الكعاب. قال حنين: إنما يعني بالداخل الجانب الإنسي والخارج الجانب الوحشي، والداخل من اليد الباسليق لأنه ينحدر من الإبط، والخارج القيفال لأن مجراه من الجانب الوحشي، فإنه ينحدر من الكتف والعروق الداخل من الرجل الصافن والخارج عرق النسا . وجالينوس لا يفرق بين العرقين في الفصد كثير فرق لأن الصنفين نبتان من عرق واحد في باطن الركبة لأن التجربة تشهد أن صاحب عرق النسا ينتفع بفصده منفعة عظيمة فلا ينتفع بفصد الصافن كثير منفعة.
36
[aphorism]
قال بقراط: إذا ظهر الورم في الحلقوم من خارج فيمن اعترته الذبحة كان ذلك دليلا محمودا.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
37
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بإنسان سرطان خفي فالأصلح أن لا يعالج، فإنه إن عولج هلك، وإن لم يعالج، بقي زمانا طويلا.
[commentary]
ص: السرطان الخفي هو الذي لم يتقرح أو الذي هو * في (18) عمق البدن ولم يظهر فلا ينبغي أن يعالج بالقطع والكي فقد فعله قوم فلم ينجح فعلهم. فأما إذا كان في ظاهر البدن وأمكن قطعه مع أصوله أجاز قوم قطعه واستيصاله، ونهى كثير من حذاق الأطباء عن قطع هذا أيضا إلا إذا كان متقرحا قد عظم أذاه وكان في عضو يمكن قطعه بأصوله فحينئذ يقطع ويكوى. والصواب أن * يحذر (19) في كل سرطان كل علاج شديد.
38
[aphorism]
قال بقراط: التشنج يكون من الامتلاء ومن الاستفراغ، وكذلك الفواق.
[commentary]
ص: التشنج تقلص الغضل إلى الفوق يحركه غير إرادية. وقد يعرض من الامتلاء كما يعرض للأوتار أن يتقلص طولها بسبب رطوبة الهواء أو يعرض من اليبس كما يعرض للأوتار إذا سخنت بالنار. فأما الفواق فليس تشنج بل هو حركة من جنس القيء لكنها أشد. فإن القيء يكون عند اشتياق المعدة إلى دفع ما في قصابها والفواق يكون عند شوق المعدة إلى دفع شيء عارض في جرم المعدة كما يشاهده فيمن يتناول فلفلا PageVW0P024B سحيفا بشراب حار. فإنه يعرض له الفواق بسبب اتصال الشراب الفلفل غلى عمق جرم المعدة.
39
[aphorism]
قال بقراط: من عرض له وجع فيما دون الشراسيف من غير ورم ثم حدثت به حمى حلت ذلك الوجع عنه.
[commentary]
ص: هذا الوجع إذا لم يكن مع ورم فهو إما لسوء مزاج مختلف أو سدد أو ريح غليظة. ومن شأن الحمى أن تشفي جميع ذلك لأنها تحلل وتلطف * سوء (20) المزاج المختلف.
40
[aphorism]
قال بقراط : إذا كان موضع من البدن قد تقيح وليس يتبين تقيحه فإنما لا يتبن من قبل غلظ المدة أو الموضع.
[commentary]
ص: إنما يعسر تبين المدة إما لغلظها أو لغلظ الموضع.
41
[aphorism]
قال بقراط: إذا كانت الكبد فيمن به يرقان صلبة فذلك دليل رديء.
[commentary]
ص: الصلابة تدل على ورم جاسي أو ورم حار. فإذا لم تكن مع اليرقان صلابة فقد يمكن أن يكون حدوثه من سدة أو لدفع الطبيعة الخلط الصفراوي إلى ناحية الجلد على طريق البحران.
42
[aphorism]
قال بقراط: إذا أصاب المطحول اختلاف دم وطال به حدث به استسقاء أو زلق الأمعاء وهلك.
[commentary]
ص: اختلاف الدم ينفع المطحول إذا كان على طريق انتقال الاختلاف السوداوية المتشبثة بجرم الطحال. لكن إن طال هذا الاستفراغ ودام فإن مرور الأخلاط الرديئة بالأمعاء بضررها ويفسد حرارتها الغريزية فيؤول إلى زلق الأمعاء وإلى الاستسقاء بسبب مشاركة الكبد الأمعاء في * العلة (21) .
43
[aphorism]
قال بقراط: من حدث به تقطير البول القولنج المعروف بإيلاوس وتفسيره المستعاذ منه فإنه يموت في سبعة أيام إلا أن تحدث به حمى فيجري منه بول كثير.
[commentary]
ص: استعد جالينوس أن يكون هذا الفصل من بقراط لأن هذا النوع من القولنج يكون في الأمعاء الدقاق وورم المثانة لا يرخم إلا المعاء المستقيم، ثم الحمى لا تحل هذا النوع من القولنج بل بزوالها بهذا هذه العلة لأن هذه العلة تحدث إما من ورم أو سدة أو رجع يابس صلب، ومن البعيد أن يعرض هذا الضيق بسبب أخلاط لزجة. فإن عرض بهذا السبب قولنج في هذا المعاء فخليق أن يطلق الحمى ويديرها فيخرج في البول إذا أنضجت.
44
[aphorism]
قال بقراط: إذا مضى بالقرحة حول أو مدة أطول من ذلك وجب ضرورة أن يتبين فيها عظم وأن يكون موضع الأثر بعد اندمالها غائرا.
[commentary]
ص: القدماء يخصون باسم القرحة ما خلا الحمرة والحمرة الآكلة. فكلام بقراط في هذا الفصل في تلك القروح. وهذه القروح يعسر برؤها إما بسبب رطوبات تجري إليها PageVW0P025A أو سوء مزاج * يستولي (22) عليها أو فساد عظيم في ذلك الموضع، فأن العظم إذا فسد لم يكن اندمال القرحة موفوقا به. فإنه ينتقص بعد حين حتى يتبين ذلك العظم ثم يشفى لموضع القرحة غور بعد الاندمال.
45
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حدبة من ربو أو سعال قبل أن ينبت فإنه يهلك.
[commentary]
ص: إنما تعرض هذه الحدبة إذا لم تكن بسبب سقطة بل بسبب خراج * صلبة (23) تخرج في مقدم الصلب فتحدث الخرزة نحو مقدمه فتحدث في موضع تلك الخرزة في مؤخره موضع غائر. فمتى جرت من هذا الخراج رطوبة إلى الرئة فأخذت سعالا دل على أنه ينفتح لم يقبل. وإن لم تجر رطوبة دل على أنه صلب لا ينفتح ويمكن أن يعيش صاحبه معه. فإن عرض ذلك لصبي في النشوء فهو قتال لأن هذا الخراج لا يخلو من أن يكون إما عظيما أو في موضع ذي خطر من الصدر. فإذا تمت الرئة والقلب وبقى المكان المحيط بهما ضيقا أو كانت الأضلاع لا تنمو في هذه الحال ويزداد فضاء الصدر ضيقا بسبب انحيائها لأجل الحدبة فيجب أن يعرض عسر نفس تفضي إلى الهلاك.
46
[aphorism]
قال بقراط: من احتاج إلى الفصد أو شرب الدواء فيجب أن يسقى الدواء أو يفصد في الربيع.
[commentary]
ص: إن أجود ما يدبر به الصحيح المشرف على المرض أن يفصد في الربيع إن كانت الحال حال امتلاء أو يسهل إن كانت الحال حال فساد. فقد حفظ جالينوس عدة من الناس عن معاودة أمراض إعياء دور بالاستفراغ * والتنقية (24) في الربيع، وأشار بنقص الفضول الصفراوية في آخر الربيع وبنقص الأخلاط الغليظة في أول الربيع.
47
[aphorism]
قال بقراط: إذا حدث بالمطحول اختلاف دم فهو محمود.
[commentary]
وقد مضى تفسيره.
48
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من الأمراض من طريق النقرس وكان معه ورم حار فإن ورمه سكن في أربعين يوما.
[commentary]
ص: إن المادة في أصحاب النقرس تنصب أولا إلى فضاء المفاصل ثم إلى ما حوله. فإذا امتلأت المفاصل تمددت الرباطات فحدث الوجع. فأما العصب والأوتار فلا ترم لكن * تمدد (25) مع المفاصل يدل عليه أنه لا يحدث بالمنقرس تشنج ويختلف هذا الخلط في اللطافة والغلظ على أن أغلظه لا يتجاوز أربعين يوما إذا أحسن الطبيب التدبير والمريض الحمية. وأنما تأخرت هذه المدة عن مدة الأورام الحارة الحادثة في المواضع اللحمية بسبب أن جوهر اللحم أشد تخلخلا من طبيعة الرباطات. وتحتاج هذه الرطوبات أن تتبخر وتنفذ في الأعضاء الملززة PageVW0P025B الكثيفة ولا يتأتى ذلك إلا بمدة طويلة.
49
[aphorism]
قال بقراط: من حدث في دماغه قطع، فلا بد من أن تحدث به حمى وقيء مرار.
[commentary]
ص: الحمى تعم كل عضو رئيس حدث معه ورم حار. فأما في المرار فيحدث بمشاركة المعدة الدماغ للعصبتين العظيمتين المتصلتين بهما. وقد ينصب المرار إلى المعدة عند الأوجاع الشديدة لا سيما إذا كانت المعدة ضعيفة. وقد يعرض أيضا للمرار عند إبطال تناول الطعام. وقد يعرض القيء بجراحة تقع بالعشاء الصلب المحيط بالدماغ فإنه يتصل بالدماغ في مواضع كثيرة.
50
[aphorism]
قال بقراط: من حدث به وهو صحيح وجع بغتة في رأسه ثم أسكت على المكان وعرض له غطيط فإنه يهلك في سبعة أيام إن لم تحدث به حمى.
[commentary]
ص: إنما تعرض السكات لآفة تحدث في الدماغ، وربما بطل معها الحس والأفعال الإرادية، * وربما (26) لم يبطل الحس بحسب قوة العلة، والغطيط يدل على قوتها. فمتى حدث به صداع بغتة فأولى الأشياء أن يتوهم أن سببه ريح غليظ. وقد يمكن أن يكون لمادة كثيرة تميل إلى الرأس دفعة. فإن عرضت حمى وقويت على تحليل هذه الريح أو هذا الخلط في ثلاثة أيام إلى أربعة نجا العليل. وإلا فإن الأعضاء الشريفة لا تحتمل مع صعوبة المرض مدتها.
51
[aphorism]
قال بقراط: ينبغي أن يتفقد باطن العين في وقت النوم فإن تبين شيء من بياض العين والجفن مطبق وليس ذلك بعقب اختلاف ولا شرب دواء فتلك علامة رديئة مهلكة جدا.
[commentary]
ص: هذا العرض ما ليبس في الأجفان أو لضعف القوة المحركة لها، ولذلك يعرض عند الذرب. فإن الأعضاء تجف في هذه الحالة وتصير بمثابة الجلد المدبوغ أو أيبس عسر تمدده والفم في هذا المعنى إذا لم ينطبق.
52
[aphorism]
قال بقراط: ما كان من اختلاط العقل مع ضحك فهو سليم وما كان منه مع هم وحزن فهو أشد خطرا.
[commentary]
ص: اختلاط العقل ليس بسليم في حاله لكن ما كان منه مع ضحك فهو أمثل، وذلك إذا كان بسبب حرارة كالاختلاط الذي يكون من شرب النبيذ. فأما الاختلاط الذي يكون من المرة الصفراوية فمعه هم وحزن. فإذا احترقت وصارت مرة سوداء آل الأمر إلى الجنون وأصعب السوداء ما كان من احتراق الصفراء. فأما الحادث من احتراق عكر الدم المسمى الخلط السوداوي فأقل رداءة.
53
[aphorism]
قال بقراط: نفس البكاء في الأمراض الحادة التي معها حمى دليل رديء.
[commentary]
ص: إن قضاء عن رجوع النفس قد يكون من ضعف القوة، PageVW0P026A وقد يكون من صلابة الآلة لبرد يغلب على عضل الصدر أو ليسب أو لحال قريبة من التشنج فيعجز عضل الصدر أن يبسط به مرة واحدة فتتفق وقفة كالمستريح ثم يتم. والحمى لا تبقى إلا ما كان منها من البرد.
54
[aphorism]
قال بقراط: علل النقرس تتحرك في الربيع وفي الخريف على الأمر الأكثر.
[commentary]
ص: وهذا لأن الأخلاط تذوب في الربيع فتندفع إلى المواضع الضعيفة، ويعرض في الخريف لمن يجتمع في بدنه في الصيف من الفواكه خلط رديء.
55
[aphorism]
قال بقراط: الأمراض السوداوية يخاف منها أن تؤول إلى السكتة والفالج والتشنج والجنون والغم.
[commentary]
ص: هذه الأمراض تعرض من الخلط البلغمي والخلط السوداوي إلا الجنون. فإنه يعرض من البلغم لأن الجنون يحتاج إلى خلط مهيج لذاع والصفراء كذلك والسوداء إذا احترق.
56
[aphorism]
قال بقراط: السكتة والفالج تحدثان خاصة لمن كان سنه فيما بين الأربعين سنة إلى الستين سنة.
[commentary]
ص: يعني السكتة والفالج الحادثتين من السوداء تغلب في هذا السن. فأما الحادث من البلغم ففي السن الذي يتلو هذا السن.
57
[aphorism]
قال بقراط: إذا بدأ الثرب فهو لا محالة يعفن.
[commentary]
ص: الثرب هو الغشاء المبسوط على المعدة وما دونها، فإذا بدأ ولبث أدنى لبث فلا يمكن أن يرد فيبقى صحيحا كما برد المعاء وطرف الكبد لأنه يعفن، ولذلك يقطع الأطباء ما يبدو منه . وقد يعرض في الندرة أن يبرد فيبقى سليما إذا لم يلبث.
58
[aphorism]
قال بقراط: من كان وجع النسا وكان وركه ينخلع ثم يعود فإنه حدثت فيه رطوبة مخاطية.
[commentary]
ص: إن رباطات المفاصل تبتل بالرباطات المخاطية فينخلع عظم الفخذ المركب في نفس عظم الورك فيخرج خروجا سهلا ويرجع.
59
[aphorism]
قال بقراط: من اعتراه وجع في الورك مزمن فكان وركه ينخلع فإن رجله كلها تضمر وتعرج إن لم * تكو (27) .
[commentary]
ص: إنما تعرج من قبل كثرة الرطوبة البلغمية، ويتبع ذلك أن لا يغتذي العضو على ما ينبغي فيضمر إن لم يتوارك بالكلي لتجفيف الرطوبة.
Página desconocida