============================================================
الفن الأول علم المعابي خلاف المقصود بما يدفعه، كقوله: فقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع ودية قمي ونحو: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين (المائدة:4ه)، وإما بالتتميم: وهو أن يوتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة لنكتة كالمبالغة في نحو: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا (الانسان:8) في وجه أي مع حبه، وإما بالاعتراض: وهو أن يؤتى في أثناء الكلام، أو بين كلامين متصلين معنى بجملة، أو اكثر لا محل لها من الإعراب لنكتة سوى دفع الإيهام، كالتتريه في قوله تعالى: ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون (النحل:57)، والدعاء في قوله: ن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان با يدفعه: أى يدفع إيهام خلاف المقصود. وديمة: الديمة: بالكسر المطر الدائم بلا رعد وبرق، وقوله: قمي أي تسيل ، فلما كان نزول المطر قد يفضي إلى خراب الديار وفسادها أتى بقوله: غير مفسدها دفعا لذلك.
أذلة إلخ: فإنه لما كان مما يوهم أن يكون ذلك لصعفهم دفعه بقوله: (أعزة على الكافرين* (المائدة:54)؛ تنبيها على آن ذلك تواضع منهم للمؤمنين.
في وجه: أي على أن يكون الضمير في "حبه1 للطعام أي مع اشتهائه أو الحاجة إليه، وهو مبالغة، أما لو كان الضمير في "حبه1 لله تعالى، لم يكن فيه مبالغة، ويكون "على1 بمعنى "اللام" أي يطعمون لأجل حب الله تعالى.
اثناء الكلام: ليس المراد من الكلام هو المسند إليه والمسند فقط، بل المراد جميع ما يتعلق هما من الفضلات والتوابع. متصلين: المراد باتصال الكلامين أن يكون الثاني بيانا للأول أو تأكيدا أو بدلا .
سبحانه. فقوله: "سبحانه" جملة؛ لأنه مصدر بتقدير الفعل أي أسبحه سبحانا وقعت في أثناء الكلام؛ لدلالة التنزيه؛ لأن قوله: ولهم ما يشتهون (النحل:57) عطف على قوله: لله البنات (النحل:57). وبلفتها: اعتراض في أثناء الكلام لقصد الدعاع والواو في مثله تسمى اعتراضية، ليست بعاطفة ولا حالية، ومعنى البيت اعتذار أن الثمانين الي انتهيت إليها أحدثت في سمعي ثقلا يخفى معه الكلام، حتى أحتاج إلى ترجمان، ولنعم ما قاله غالب الدهلوي قريبا من هذا البيت: بهرا هون مين تو چاهي ددنا هو التفات سنتا نهين هون بات مكرر كهي بغير
Página 79