============================================================
الفن الأول علم المعاي وإما خفية كما في قولك: اسرتني رؤيتك"، أي سرني الله عند رؤيتك، وقوله: ايزيدك وجهه حسنا1 إذا ما زدته نظرا، أي يزيدك الله حسنا في وجهه. وأنكره السكاكي ذاهبا إلى أن ما مر ونحوه استعارة بالكناية، على أن المراد بالربيع الفاعل الحقيقي بقرينة نسبة الإنبات إليه، وعلى هذا القياس غيره، وفيه نظر؛ لأنه يستلزم أن يكون المراد بالعيشة في قوله تعالى: فهو في عيشة راضية (الحاقة:21) صاحبها كما سيأتي، وأن لا تصح الإضافة في نحو: هاره صائم؛ لبطلان إضافة الشيء إلى نفسه، وأن لا يكون الأمر بالبناء لهامان، وأن يتوقف نحو: "أنبت الربيع البقل، على السمع، واللوازم كلها منتفية، ولأنه يتتقض بنحو: فاره صائم؛ لاشتماله على ذكر طرفي التشبيه.
استعارة: [الذي هو من اللوازم المساوية للفاعل الحقيقي.) وهي عند السكاكي أن تذكر المشبه وتريد المشبه به بواسطة قرينة، وهي آن تنسب إليه شيئا من اللوازم المساوية للمشبه به، مثل: أن تشبه المنية بالسبع، ثم تفردها بالذكر وتضيف إليها شيئا من لوازم السبع، فتقول: مخالب المنية نشبت بفلان. وفيه: أي في ما ذهب إليه السكاكي صاحها: لا العيشة نفسها، وكذا في: من ماء دافق (الطارق:2) فاعل الدفق هو الشخص لا المني، واللازم باطل؛ إذ لا معى لقولنا: هو في صاحب عيشة؛ للزوم ظرفية الشيء لنفسه. نحو هاره صائم: أي في كل ما أضيف إليه الفاعل المحازي إلى الفاعل الحقيقي، ولا شك في صحة هذه الإضافة ووقوعها، كقوله تعالى: فما ربحث تحارتهم (البقرة: 16). لبطلان إضافة الشيء: لأن المراد حيئذ هو العملة أنفسهم، واللازم باطل؛ لأن النداء له والخطاب معه. وأن يتوفف نحو: مما يكون الفاعل الحقيقى هو الله تعالى.
على السمع: من الشارع؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، واللازم باطل واللوازم: والجواب آن مبنى هذه الاعتراضات على مذهبه في الاستعارة بالكناية أن يذكر المشبه ويراد المشبه به حقيقة، وليس كذلك، بل يراد المشبه به ادعاء أومبالغة، لظهور أن ليس المراد بالمنية في قولنا: مخالب المنية نشبت بفلان هو السبع حقيقة، والسكاكي مصرح بذلك في كتابه، والمصنف لم يطلع عليه.
ولأنه يتقض: والجواب: أنه إنما يكون مانعا إذا كان ذكرهما على وحه ينبى عن التشبيه، بدليل أنه جعل قوله: اقد زر أزراره على القمر" من باب الاستعارة مع ذكر الطرفين. هاره صائم: مما يشتمل على ذكر الفاعل الحقيقي ذكر طرفي إلخ: وهو مانع من حمل الكلام على الاستعارة، كما صرح هو نفسه.
Página 18