============================================================
علم البديع الفن الثالث وأما التلميح فهو أن يشار إلى قصة أو شعر من غير ذكره، كقوله: فو الله ما أدري أأخلام نائم ألمت بنا أم كان في الركب يوشع أشار إلى قصة يوشع واستيقافه الشمس، وكقوله: لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي أرق وأحفى منك في ساعة الكرب أشار إلى البيت المشهور: المسحير بعمرر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالتار فصل ال ينبغي للمتكلم أن يتأثق في ثلاثة مواضع من كلامه حتى تكون أعذب لفظا، وأحسن سبكا، وأصح معنى أحدها: الابتداى كقوله: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فو الله ما أدري: وصف لحوقه بالأحبة المرتحلين، وطلوع شمس وحه الحبيب من جانب الحدر في ظلمة الليل، ثم استعظم ذلك واستغرب وتحاهل تحيرا وتدلها، وقال: هذا حلم أراه في النوم، أم كان فيما بين الركب يوشع علتة فرد الشمس بدعائه. لعمرو: اللام للابتداء وهو مبتدأ، مع الرمضاء أي الأرض الحارة اليي ترمض فيها القدم أي تحترق حال من الضمير في "ارق"، و"النار1 مرفوع معطوف على عمرو، أو بجرور معطوف على الرمضاء واتلتظى" حال من النار، و"أرق" خبر المبتدأ، وعمرو: هو ابن الحارث ابن ذهل بن شيبان، وذلك أته لما رمى كليبا ووقف فوق رأسه، قال له كليب: يا عمروا أغثي بشربة ماء فأحهز عليه أي قتله، فقيل: المستحير بعمرو البيت.
عند كربته: الضمير عائد إلى اللام الموصول في "المستحير". أن يتأنق: أى يتتبع الآنق أي الأحسن.
أعذب لفظا: بأن يكون في غاية البعد عن التنافر والثقل، وأحسن سبكا بأن يكون في غاية البعد من التعقيد والتقدسم والتأخير الملبس، وأن يكون الألفاظ متقاربة في الجزالة والمتاتة والرقة والسلاسة، ويكون المعنى متناسبة لألفاظها . أحدها الابتداء: لأنه أول ما يقرع السمع، فان كان عذبا حسن السبك صحيح المعنى، أقبل السامع على الكلام، فوعى جميعه، وإلا أعرض عنه، وإن كان الباقي في غاية الحسن، فالابتداء الحسن في تذكار الأحبة والمنازل كقوله: "قفا تبك إلخ1.
Página 149