============================================================
الفن الثالث والبخيل بالعبوس مع سعة ذات اليد - فإن اشترك الناس في معرفته؛ لاستقراره فيهما، كتشبيه الشحاع بالأسد، والجواد بالبحر فهو كالأول، وإلا جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة. وهو ضربان: خاصى في نفسه غريب، وعامي تصرف فيه ما، أخرحه من الابتذال إلى الغرابة، كما مر. فالأخذ والسرقة نوعان: ظاهر، وغير ظاهر. أما الظاهر فهو آن يؤخذ المعنى كله، إما مع اللفظ كله أو بعضه أو وحده، فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم؛ لأنه سرقة محضة. ويسمى نسخا وانتحالا، كما حكي عن عبد الله بن الزبير أنه فعل ذلك بقول معن بن أوس: إذا أنت لم تنصف أخاك وحدته على طرف الهحران إن كان يعقل ويركب حد السيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل وفي معناه أن ييدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها. وإن كان مع تغيير لنظمه، ...
فهو كالأول: أي فالاتفاق في هذا النوع من وحه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنه لا يعد سرقة ولا أحذا. وإلا جاز: اي وإن لم يشترك الناس في معرفته، بل يكون مما لا ينال إلا بفكر، ولا يصل إليه كل أحد، حاز أن يدعى في هذا النوع السبق بأن الأول فاضل على الثاني أو مفضول عنه، أو الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. كما هر: أي في باب التشبيه والاستعارة من تقسيمهما إلى الغريب الخاصى والمبتذل العامي الباقى على ابتذاله والتصرف فيه ما يخرجه من الابتذال إلى الغرابة.
أو وحده: أي يوخذ المعنى فقط دون اللفظ. كما حكي: وقد حكى أن عبد الله بن الزبير عي دخل على معاوية فأنشده هذين البيتين، فقال معاوية: لقد شعرت بعدي يا أبابكر، ولم يفارق عبد الله المحلس حتى دخل معن ابن أوس المزني، فأنشد قصيدته التي أولها: لعمرك ما أدري وان لأوجل على اينا تغدو المنية أول حت أمها، وفيها هذان البيتان، فأقبل معاوية على عبد الله وقال له: ألم تخبرني أهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى لي، وبعد فهو أخى من الرضاعة وأنا أحق بشعره. إن كان يعقل: أي إن كان عاقلا يفارقك.
أو بعضها: مثال تبديل بعض الكلمات قول امرء القيس: وقوفا ها صحي علي مطيهم يقولون: لا قلك اسى وتحمل فأورده طرفة في قصيدته الدالية، إلا أنه أقام "تحلد مقام تحمل1.
Página 141