134

============================================================

الفن الثالث وإن اختلفا في أنواعها فيشترط أن لا يقع باكثر من حرف، ثم الحرفان، إن كانا متقاربين سمي مضارعا، وهو إما في الأول، نحو: "بيني وبين كني ليل دامس وطريق طامس1، أو في الوسط نحو: {وهم ينهؤن عنه وينأؤن عنه (الأنعام: 26)، أو في الآخر، نحو: "الخيل معقود بنواصيها الخير. وإلا سمي لاحقا، وهو أيضا إما في الأول، نحو: {وئل لكل همزة لمزة} (اهمرة:1)، أو في الوسط، نحو: ذلكم بما كتشم تفر حون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون} (غافر: 75)، أو في الآخر، نحو: وإذا جاءهم أمر من الأمن (النساء: 83). وإن اختلفا في ترتيبها سمي تجنيس القلب، نحو: "حسامه فتح لأوليائه، حتف لأعدائه، ويسمى قلب كل، ونحو: "اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا1، ويسمى قلب بعض. وإذا وقع أحدهما في أول البيت، والآخر في آخره سمي مقلوبا مجتحا، كقوله: لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال وإذا ولي أحد المتجانسين الآخر سمي مزدوجا ومكررا ومرددا، نحو: وجئتك من سبأ ايقين (النمل:22). ويلحق بالجناس شيئان: أحدهما: أن يجمع اللفظين الاشتقاق، فيشترط: وإلا لبعد بينهما التشابه، ولم بيق التحانس كلفظى نصر1 وانكل". دامس وطريق إلخ: فالدال والطاء متقاربان في المخرج ينهون: فإن اينهون" واينأون" مختلفان بالهمزة والهات وهما في الوسط، ومخرجهما متقاربان الخيل: الخيل والخير مختلفان باللام والراء، وهما في الآخر، وبين مخرحهما تقارب همزة لمزة: "الهمزة(" و" اللمزة (1 مختلفان بالهاء واللام وبين مخرجهما تباعد.

تفرحون: وفي هذا النظير نظر؛ لقرب المخارج بين الميم والفاع، فالأولى أن مثل بنحو قوله تعالى: {وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد (العاديات: 7-8) من الأمن: الأمر والأمن يختلفان بالراء والنون، وبين مخرحهما تباعد. تجنيس القلب: بأن وقع الحرف الآخر من الكلمة الأولى أولا من الكلمة الثانية والذي قبله ثانيا، وهكذا على الترتيب كفتح وحتف ؛ فإن كلا منهما قلب الكل للآخر.

ويسمى قلب: لأن "الروع قلب "العور" ولفظ واو باق على حاله. مقلوبا مجنحا: لآن اللفظين كأفما حناحان للبيت. كل حال: فإن "لاح" و"حال" مقاربان. أحد المتجانسين: ولفظ سبا وبنا مختلفان بالسين والنون وقرب أحدهما من الآخر:

Página 134