============================================================
1 الفن الثالث ونحو قوله: لا تعجي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى ويسمى الثاني إيهام التضاد، ودخل فيه ما يختص باسم المقابلة، وهي آن يؤتى معنيين متوافقين، أو اكثر بما يقابل ذلك على الترتيب، والمراد بالتوافق خلاف التقابل نحو: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا (التوبة:82)، ونحو قوله: ما أحسن الدين والدنيا إذا احتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل ونحو: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليشرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} (الليل:5-8)، والمراد ب" استغنى" أنه زهد فيما عند الله تعالى، كأثه مستغن عنه فلم يتق، أو استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة فلم يتق.
وزاد السكاكي: وإذا شرط ههنا أمر، شرط ثمه ضده كهاتين الآيتين؛ فإنه لما جعل التيسير مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق، جعل ضده مشتر كا بين أضدادها.
ضحك المشيب: أي ظهر ظهورا تاما، فيكى ذلك الرحل، فظهور المشيب لا يقابل البكاع إلا أنه قد عير عنه بالضحك الذي معناه الحقيقى مقابل للبكاع والمعن: لا تعحى يا حبيبتها من تغير حال رجل شاب محزون، فتغير حاله ليس ببديع؛ لأن من ابتلى ما ابتليت به من مشاق الخب وضره، تغير حاله لا محالة.
فليضحكوا: اتى بالضحك والقلة المتوافقين ثم بالبكاء والكثرة المتقابلين لهما ما أحسن الدين: أتى بالحسن والدين والغنى ثم ما يقابلها من القبح والكفر والأفلاس على الترتيب. للعسرى: أتى بأربعة أشياء الإعطاء والاتقاء والتصديق والتيسير، ثم أتى ما يقابلها، فإن البخل يقايل الإعطاء والاستغناء يقابل الاتقاء بالوحه الذي ذكر في المتن، والتكذيب يقابل التصديق، والتعسير يقابل التيسير.
وإذا شرط: فعلى هذا لا يكون قوله: "أحسن الدين والدنيا من المقابلة؛ لأنه اشترط في الدين والدنيا الاحتماع، ولم يشترط في الكفر والافلاس ضده بين اضدادها. وهى البخل والاستغناء والتكذيب.
Página 116