38

Talekh Al-Azhia fi Ahkam Al-Ad'ia

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

Investigador

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

Editorial

دار البشائر الإسلامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1426 AH

Ubicación del editor

بيروت

خامسها: أن يرفع يديه في الدعاء؛ لذلك(١)، ولخبر الترمذي(٢): ((إن الله حَيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما خائبتين)).

وما ذكره السهيلي(٣) مِن أن ابن عمرَ رأى قوماً يرفعون أيديهم في الدعاء فقال: أوَ قد رفعوها؟ قطعها الله، والله لو كانوا بأعلى شاهق ما ازدادوا بذلك قرباً، لم يصحَّ عن ابن عمر، بل صحَّ عنه خلافُه، وأنه رؤي رافعاً يديه إلى منكبيه يدعو(٤).

فإن قلت: إذا كان الحق تعالى ليس في جهة(٥)، فَلِمَ رُفِعت

= أخرجه أحمد (١٣٨/٤)، والترمذي (٣٥٧٨) - وصحَّحه -، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (٦٥٨) (٦٥٩) (٦٦٠)، وابن ماجه (١٣٥٨)، وقال بعد إخراجه (١/ ٤٤٢): ((قال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح)) اهـ.

(١) أي: للاتباع، وأحاديث رفع اليدين في الدعاء كثيرةٌ جدًّا، بَلَغَتْ مَبْلَغَ التواتر المعنوي، انظر: ((نظم المتناثر من الحديث المتواتر)) للكتاني (ص ١٩٠).

(٢) سبق تخريجه في (ص ١٩).

(٣) في ((الروض)) كما في ((الأَزهية)) (ص ٧٤).

(٤) في الرواية زيادة: ((عند القاصّ))، وقال الذهبي - كما في ((الأزهية)) (ص ٧٤): ((وإسناده کالشمس) اهـ.

(٥) إذا كان المراد مِن نفي الجهة عن الله تعالى، أنه سبحانه لا يحيط به شيء، وأنه هو المحيط بالأشياء، فهذا صحيح، وأما إن كان المرادُ منه نَفْيَ فوقية ذاته سبحانه، أي نَفْي علوه تعالى على خلقه، فهذا غير صحيح كما أوضحه غاية الإِيضاح الإِمام ابن أبي العز الحنفي في ((شرح العقيدة الطحاوية)) (ص ٣٧٥ - ٣٩٤)، واستدلَّ لذلك بالأدلة المستفيضة من الكتاب والسنّة والعقل والفطرة، وذكر كلام السلف ونصوصهم الكثيرة في ذلك، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾ [سورة الأنعام: الآيتان ١٨ و٦١]، وقال تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ﴾ [سورة =

38