La composición pura en las características del rey manifiesto que apoya la verdad Abi Said Jaqmaq
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Géneros
6و
الذي لم يوجد أعبر منه في العتو ولا اخرج • ولم أقصد بذلك إلا الاعتبار • وذكر ما جرى على العباد والبلاد من ذلك المتكبر الجبار ليعتبر • به ولاة الدين • وملوك الإسلام والمسلمين • إذ سيره كلها عبر وكل عبرة منها فيها سير • مع أنه لا يخلو من دقائق أدبية • ولطائف عربية • وبدائع انشائية • وإنشاءات بديعية • إلى غير ذلك ثم إني لما رأيت هذه الدولة العادلة • والأيام الزاهرة الفاضلة • وما من الله سبحانه به على الإسلام والمسلمين • وكيف التقى التوأمان بعد افتراقهما الملك والدين • أخذت على نفسي بالعتاب • على ما فرطت في تصنيف ذلك الكتاب • وما رأيت لمحو تلك السيئات • وتلافي هاتيك الهفوات • إلا كتابة كتاب يتضمن آثار هذه الدولة السعيدة • واثبات بعض أوصافها الحميدة السديدة • وذكر نبذة ما منح الله سبحانه وتعالى مولانا السلطان خلد الله اعلامه • ورفع على فرق الفرقدين أعلامه • من حسن النية • وخلوص الطوية • والشفقة على الرعية وما خصه الله تعالى من هذه الأوصاف المحمودة التي مر ذكرها وكيف امتاز بها دون غيره من الملوك والسلاطين فمن دونهم • وكيف تأبى نفسه الشريفة التلبس بخلافها • والقصد في ذلك أن يعلم الناظر فيه أن مولانا السلطان من أشرف جنس الإنسان ظاهرا وباطنا • وأن يعرف المتأمل قدر هذه النعمة فيجدد الشكر لله تعالى دائما عليها • ويدعوا بدوامها وطول بقائها • وشتان ما بين التأليفين • وهيهات ما بين التصنيفين • فإن تيمور الخارجي استقل بالتحكم في الدنيا نحوا من أربعين سنة فإنه قتل السلطان حسين متولي بلاد بلخ وممالك ما وراء النهر في شعبان سنة إحدى وسبعين وسبعمائة كذا أخبرني شيخي علاء الدين البخاري تغمده الله تعالى برحمته • توفي تيمور في شعبان سنة سبع وثماني مائة وقد جاوز السبعين • ولقد أهلك الحرث والنسل في هذه المدة واستولى على غالب الممالك الإسلامية فدمرها وكان إذا دخل
6ظ
كعبة المشؤوم بمكان يحل فيه ثلاثة أشياء القحط • والخراب والوباء • وكان هو يتبجح بهذا ويذكره في مراسلاته • ويهدده به مخالفيه • وقد استوفيت ذكر هذه الأمور في تاريخه حكاية حضرت عند الملك جلال الدين خان • بن الملك توقناميش خان رحمهما الله تعالى في سراي من ممالك الدشت سنة أربع عشرة وثماني مائة وذكرت له أني من بلاد الشام • وإن تيمور قتل أكابرنا وأجلانا عن أوطاننا • فقال سبحان الله أن تيمور لم يكن له غرض إلا في إهلاك العالم • وإفناء جنس بني آدم • وخراب البلاد • وافساد العباد • فإنه استأصل أولا إقليمنا أي إقليم الترك وبلاد التتار ونواحي الشمال • ذوي الفطرة السليمة • والأديان القويمة • والقلوب المستقيمة • ثم أهلك إقليم العراق مأوى الكيلة والظرافة • والرئاسة واللطافة • ثم دمر إقليم الهند معقل التجار • ومعدن الجواهر والبهار • ثم أباد إقليم الشام مهاجر الأنبياء عليهم السلام • ومقام الأبدال والأولياء• ثم أباد ممالك الروم ثغر الإسلام والمسلمين • ومجمع الغزاة والمجاهدين • فقال له مدرس تلك البلاد مولانا حسن السغنافي رحمه الله يا مولانا الخان • وأخرب أيضا ديار خراسان وسائر بلاد العجم وفارس محط رحال العلماء • ومنيع الأفاضل والأذكياء • فقال الملك جلال الدين أن ممالك العجم وإقليم فارس وخراسان كانت قد صارت تحت قبضته وفي يده كالمائدة يتناول منها ما يشاء كيف اختار • ولكن مولانا السلطان خلد الله أيامه • ورفع على قمم المخالف أعلامه • قد عمر الدنيا والآخرة في اقل • من مدة سنتين من مبتدأ أمره كما يأتي بيان ذلك وتفضيله إن شاء الله تعالى نكتة كانت مدة السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنك بن آق سنقر نور الله تعالى مرقده • ثم من بعده مدة السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب عطر الله مشهده • نحوا من أربعين سنة
7و
ولقد كانت أيامهما غرة في جبهة الدهر • وشامة في وجنة العصر • فنشر في أيام دولتهما الخير والعدل • والغزو والفتوحات والفضل • وعمرت المساجد والمدارس • وانتعش كل خير وعلم دارس • وبزغت بدور العلم من أفلاك صدور العلماء • ونصب غراس الدين والعبادة من رياض افئدة الصلحاء • وهذا أمر مشهور • وسجل على طين الزمان منشور • ثم أن مدة تيمور الخارجي كانت نحوا من هاتين المدتين • وقريبا من أيام كلا السلطانين غير أنها ملأت الدنيا قهرا وقسرا • شرا وكسرا • وخرابا وأسرا • والآن فقد منح الله تعالى الإسلام والمسلمين • ومن بولاية مولانا السلطان على أهل الدنيا والدين • وأرجو من الله تعالى ان تستوعب أيامه الشريفة هذه المدد كلها وتتضاعف أعوامه السعيدة كما تضاعفت المدة التي قبلها • بحيث يجمع في أيامه الشريفة ما جمع في المدن التي قبلها • أما الخير والعدل • والكرم والبذل • والعلم والفضل فللإسلام والمسلمين • وأما القهر والكسر والخراب والأسر • فللكفرة والفجرة أعداء الدين • وها قد ظهرت علامات ما ذكرته • ومنها أن المراسيم الشريفة برزت بتمهيد درب الحجاز الشريف • وتحصيل الأمن لوفد الله تعالى الحجاج • ومنها تولية المناصب أهلها • وتنزيل الوظائف والمدارس والمباشرات • محلها ونشر جناح الشفقة على عامة الخلق • ومد سرادق الجود والكرم • والحلم والرفق • وإقامة شرائع الدين • وإحياء سنة سيد المرسلين • وهذا كله بشائر الخير والعدل • والإحسان والفضل • وتقدمت الآراء الشريفة إلى تهيئة الأغزية والمراكب والأخذ في أسباب الغزاة • والجهاد في سبيل الله وتعاطي اعلاء كلمة الله • والتقلد بطوق قوله تعالى واعدوا لهم ما استعطتم من قوة ومن رباط الخيل • والتوجه إلى قهر أعداء الله تعالى وكسرهم • وخراب ديارهم وأسرهم • وهذه الأفعال السعيدة هي غمارة الأعداء • وسبب لعمارة الدار
7ظ
الآخرة • وهذا دليل الشهامة • والتصلب في الدين والصرامة • وإظهار سر قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين • أعزة على الكافرين • يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم • وسر معنى قوله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم • وهذه بعينها هي مكارم الأخلاق الشاملة لطرفي اللين والشدة • الرابطة لعقدي الترغيب والترهيب • والطريقة التي كان عليها الأنبياء عليهم السلام ومن بعدهم الخلفاء الراشدون ومن تبعهم وهذه اللطيفة الخفية التي لا يكاد يهتدي إليها • ولا يضع شيئا منها في محله إلا من وفقه الله تعالى وأطلعه على خبايا اسرارها • وهي مرتبة الكمال والمنقبة الجامعة لشريف الخصال • وها أنا أذكر في هذا الكتاب من الأخلاق الطاهرة والأوصاف الملكية الظاهرية الظاهرة • ما يسحب على ذكر جميع من قضى من الملوك العادلة • والسلاطين الفاضلة • بحسن سيرتها • وبهجة سريرتها • ذيل النسيان • وينشر لها لسان الثناء • ويفتح أفواه الدعاء بطول الدوام والبقاء • ويعقد عليها أفئدة المحبة والولاء • ما تعاقب الملوان • واذكر ما منحها الله تعالى وسهل لمولانا السلطان في المدة اليسيرة من مبادئ أمره • من الطافه الخفية • وعناياته الحفية • من قهر الأعداء وكسرهم • واستئصال الباغين المخالفين وأسرهم • وقطع دابرهم عن آخرهم مع كثرتهم • وقوة شوكتهم • ووفور عددهم وعددهم • واطفاء نائرتهم • ونصر الأولياء • وتيسير الأمور الصعبة • التي كانت قد بلغت في الشدة غايتها • وجاوزت نهايتها • وأخذت مليها حدها • وأخطأت رشدها • إلى أن انقلبت العبا وظهر البطن • وتخبطت الممالك الإسلامية • من أبواب الروم • وإلى آخر ممالك الصعيد • وطاشت الحلوم • وتبلدت الفهوم • ومولانا السلطان نصر الله رايته • وبلغه مما يروم غايته • في ذلك ثابت الجنان • مفوض •
8و
امره إلى الرحيم الرحمن • وسيأتي تفصيل ذلك وبيانه في موضعه إن شاء الله تعالى • فكشف الله سبحانه تلك الكربة عن الإسلام والمسلمين بأدنى لطيفة ربانية في أقل مدة حتى كأنها لم تكن • وقبض على جميع البغاة والأعداء بحيث أنهم لم يفلت منهم أحد يوبه له أو يلتفت إليه بخلاف من تقدم من الملوك والسلاطين كالملك الظاهر برقوق وولده الملك الناصر فرج • والملك المؤيد شيخ • والملك الأشرف برسباي وغيرهم ففي الحال تمهدت البلاد • واطمأنت العباد • وابتهجت الخلائق كبيرا وصغيرا • واستقرت افئدة الرعية غنيا وفقيرا • ونظير هذه النعمة الشاملة • والرحمة الكاملة • ما لم يعهد لسلطان قلبه • وما ذاك إلا لاطلاع الله تعالى على حسن نيته • وطهارة طويته • ولما جبله الله تعالى عليه من طاهر الشيم الآتي ذكرها التي لا يحصل بعضها لخواص الأولياء • فصل في ذكر مبدأ أحوال مولانا السلطان خلد الله تعالى ملكه وكيف نشأ في إبان شبابه في عبادة الله إلى أن صار إماما عادلا وحاز الأوصاف المذكورة في الحديث الشريف النبوي عليه أفضل الصلاة والسلام • أو غالبها • • وهو قوله عليه الصلاة والسلام سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم • لا ظل إلا ظله إمام عادل • وشاب نشأ في عبادة الله • ورجل ذكر الله في خلاء • ففاضت عيناه • ورجل قلبه معلق بالمساجد • ورجلان تحابا في الله • ورجل • دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال إن أخاف الله • ورجل • تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله • ما صنعت يمينه • أخبرني • من يوثق بكلامه هو قاضي القضاء برهان الدين بن ميلق الشافعي رحمه الله
Página desconocida