[جواز مدح النفس لإظهار نعمة الله تعالى]
فرع: وليس من التكبر مدح النفس بما هو فيها لا على جهة الإفتخار، بل لإظهار نعمة الله تعالى عليها أو ليهتدى بهديها، أو لئلا يستخف بها ما لم يصدر عن الاعتقاد المذكور في حقيقة الكبر. وقد وقع ذلك عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث قال: ((أنا سيد ولد آدم)) ونحوه، ومن علي عليه السلام حيث قال: (والله لو ثنيت لي الوسادة) الخبر ونحوه، ومن كثير من الأئمة وعلماء الأمة ومن قول الشافعي:
ولست بإمعة في الرجال .... أسائل هذا وذا ما الخبر؟
فأما قوله تعالى:?فلا تزكوا أنفسكم?[النجم:32]، فالمعنى: لا تحكموا لها بالطهارة من كل ذنب، فذلك لا يمكن أن يخبر به عن علم سيما غير المعصوم، وقد مر في ديباجة الكتاب، وقد يحسن ذلك أيضا إرهابا على أعداء الله وإيغارا لصدورهم كما كان منه صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين حيث قال : ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)) ومنه ما كان من الإمام المنصور بالله في كثير من أشعاره كقوله عليه السلام:
أينكر حقي برجم الظنون .... وهل ينكر الخلق ضوء القمر
ألست الذي شق برد الضلال .... بفكر يشق الحصى والشعر
وغيرذلك منه، ومن الأئمة عليهم السلام كثير، والأعمال بالنيات.
Página 28