التكملة والذيل والصلة
لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله أجمعين. قال الملتجئ إلى حرم الله تعالى، الحسن بن محمد بن الحسن الصغاني، أعاذه الله من أن يهوي إلى هوى قلبه، أو يعتقد منعما سوى ربه.
هذا كتاب جمعت فيه ما أهمله أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ﵀ في كتابه، وذيلت عليه، وسميته كتاب "التكملة، والذيل والصلة" غير مدع استيفاء ما أهمله، واستيعاء ما أغفله، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وفوق كل ذي علم عليم. وكم ترك الأول للآخر:
ومن ظن ممن يلاقي الحروب ... بألا يصاب فقد ظن عجزا
والله تعالى الموفق لما صمدتُ له، والميسر ما صعب منه، والعاصم من الزلل والخلل، والخطأ والخطل. وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 3
باب الْهَمزِ
فصل الهمز
(أجأ)
أَجَأ: مُؤَنَّث غَيْرُ مصروفٍ، قال امرؤُ القَيْس:
أَبَتْ أَجَأٌ أنْ تُسْلِمَ العامَ جارَها ... فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْهَضْ لها مِنْ مُقاتِلِ
وإنَّما صَرَفها لِضَرُورة الشِّعر. ومن العربِ مَنْ لا يَهْمِز أَجَأ.
قال ابنُ الكَلْبيّ: وهي لبَنِي نَبْهانَ خاصَّة، وسَلْمَى لسائرِ طَيِّئ.
وتزعم العرب أنّ أجأَ في الأصل كان اسمَ رَجُلٍ وكان عاشِقًا سَلْمَى، وكانت العَوْجاء امرَأةً أخرَى تَجْمع بينهما، وأنّهم أُخِذُوا فصُلِبوا على هذه الجِبال، تَعْنِي أجَأَ وسَلْمَى والعَوْجاء، فسُمِّيَت الجِبال بأسمائهم.
وقال ابنُ حَبِيبَ: أجأ هو ابنُ عبد الحَيِّ عَشِقَ سَلْمَى بنتَ حامِ بنِ جُمَّى من بني عِمْلِيق ابن حامٍ، وهي أوّل امرأةٍ سُمِّيت سَلْمى، فهَرَب بها أجأ فاتَّبَعها إخْوَتها منهم الغَمِيمُ وفَدَكٌ وفائدٌ، يعني فَيْدًا، والحَدَثانُ والمُضِلُّ، فأدْرَكُوهم بالجبلَيْن فأَخَذُوا سَلْمَى فنزعوا عَيْنَيْها ووضعوها على أحَدِ الجبلَيْن فسُمِّيَ سَلْمَى، وكَتَفُوا أجأ ووضعوه على الجَبَل الآخَرِ فسُمِّيَ أجَأ.
وأجَأَ: فَرَّ، قاله ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ.
وقال الجَوْهريّ: أجَأٌ على فَعَلٍ بالتحريك أَحَدُ جَبَلَيْ طيِّئٍ، والآخر سَلْمَى، ويُنْسب إليهما
1 / 5
الأَجَئِيُّونَ مِثالُ الأَجَعِيُّون. والصَّواب إليها أي إلى أجأ، وهي تُؤنَّث كما سبَقَ من قَولِ امرئِ القَيْس.
(أزأ)
"ح" - الفَرّاءُ: أَزَأْتُ عن الحاجَةِ: كِعْتُ عَنْها.
وقال الأَصْمَعِيُّ: أَزَأتُ غَنَمِي: أَشْبَعْتُها.
(أوأ)
حُكِيَ عن الخَلِيل أنّه كان يُصَغِّرُ آءَةً أوَيْأَةً. قال: فلو قُلْتَ من الآءِ كما قُلْتَ من الثُّوم مَثَامَةً لقُلْت أرضٌ مَآءَة، ولو اشْتُقَّ منه مَفْعُولٌ لَقِيل مَؤُوءٌ مثال مَعُوع، كما يُشْتَقّ من القَرَظ فيقال مَقْرُوظٌ، إذا كان يُدْبغ به أو يُؤْدَم به طَعام، ويُقال من ذلك: أُؤْته بالآءِ. وإنْ بَنَيْت من آءَةٍ مثل جَعْفَرٍ لَقُلْت: أَوْأًى، والأصل أَوْأَءٌ مثلُ عَوْعَعٍ، فقُلِبت الهمزة الأخيرة ياءً فصار أَوْأَيٌ، فانقلبت الياءُ ألِفًا لتحرّكها وانْفِتاح ما قبلها، وإنما انقلبت ألِفًا لأنّ هذا قَلْبٌ مَحْضٌ كقلب الهمزة ياءً في جاءٍ، وليس على جهة التخفيف القياسيّ الذي أنت فيه مُخَيَّر إنْ شئت خَفَّفت وإن شئت حَقَّقت.
(أيأ)
" ح " - الكِسائِيُّ: بعضُ العَرَب يقولُ: كأَيْأَتهِ يريد كهَيْئَتِهِ.
فصل الباء
(بأبأ)
البَأْبأءُ: زَجْر السِّنَّوْر.
والبُؤْبُؤُ مِثالُ هُدْهُد: رأسُ المُكْحُلة.
والبُؤْبُؤ أيضًا: بَدَنُ الجَرادَة بلا رَأْسٍ ولا قَوائم.
وبُحْبُوحَة كُلّ شيءٍ: بُؤْبُؤه.
وقال أبو عُبَيْدٍ عن الأُمَوِيّ: تَبَأْبَأْتُ تَبأبُؤًا: إذا عَدَوْتَ.
وقال الأَحْمَر: بَأْبَأَ: أَسْرَع.
وقال الجَوْهَرِيُّ: بَأْبَأتُ الصَّبِيَّ: إذا قُلْتَ له بأبِي أنتَ وأُمِّي، قال الراجز:
1 / 6
وصاحِبٍ ذي غَمْرَةٍ داجَيْتُهُ
بَأْبَأْتُهُ وإنْ أَبَى فَدَّيْتُهُ
حَتَّى أتَى الحَيَّ وما آذَيْتُهُ
وبَيْنَ قَوْلِه: دَاجَيْتُه وقوله بَأْبَأتُه مشطورٌ وهو:
* زَجَّيْتُه بالقَوْلِ وازْدَجَيْتُه *
" ح " - أَنا بَأْباؤُها، أي عالِمُها.
والبُؤْبُؤُ: إنسانُ العَيْن.
(بتأ)
" ح " - بَتَأَ وبَتَا: أقامَ.
(بدأ)
ابنُ حَبِيبَ: في كِنْدَةَ: بَدّاءُ بنُ الحارِث بنِ ثَوْر، وهو كِنْدِيٌّ. وفي جُعْفِيّ: بَدّاءُ بنُ سَعْد بن عَمْرو بنِ ذُهْل بن مَرّانَ بنِ جُعْفِيّ. وفي بَجِيلَة: بَدّاءُ بن فِتْيانَ بنِ ثَعْلَبةَ بنِ مُعاوِيَةَ بن زَيْدِ بن الغَوْثِ. وفي مُرادٍ: بَدَّاءُ بنُ عامِرِ بن عَوْبَثانَ بنِ زاهِرِ بنِ مُراد.
قال ابنُ السِّيرافِيّ: بَدّاءٌ فَعّالٌ من البَدْء مصروفٌ.
أبو زَيْد: أَبْدَأْتُ من أرض إلى أُخْرَى: إذا خَرَجتَ منها إلى غيرها، إبْداءً.
وأنشد الجوهريُّ للكُمَيْت في هذا التركيب:
فكأَنَّما بُدِئَتْ ظَواهِرُ جِلْدِهِ ... مِمَّا يُصافِحُ من لَهِيب سَُهامِها
وليس للكُمَيْتِ على هذا الرَّوِيِّ شيء.
" ح " - بِداءَةُ الأَمْرِ: ابتداؤُه، والبِدايَةُ لَحْنٌ.
(بذأ)
باذَأتُه بِذاءً: فاحَشْتُه، ومنه قولُ الشَّعْبِيّ: إذا عَظُمَت الحَلْقَة فإنما هي بِذاءٌ ونِجاءٌ.
(برأ)
قال الزَّجَّاجُ: وقد رَوَوْا: بَرَأْتُ من المَرَض أبْرُؤُ بُرْءًا، قال: ولم يَجِئْ فيما لامُه همزةٌ فَعَلْتُ أفْعُل، وقد استَقْصَى العلماءُ باللُّغة هذا فلم يَجِدوا إلّا في هذا الحَرْف.
1 / 7
وقال أبو عَمْرٍو: البَراءُ: أوّل يومٍ من الشهر، هذا قولُه وَحْدَه. وقد أَبْرَأَ: إذا دخل في البَراء. وابْنُ البَراء: أَوّل يومٍ من الشَّهْر.
وقد سَمَّوْا بَراءً.
(بشأ)
" ح " - بَشاءَة: موضِعٌ.
(بطأ)
" ح " - لم أَفْعَلْه بُطْءَ يا هذا، وبُطْأَى، أي الدَّهْرَ، في لغة بني يربوع.
(بكأ)
البَكاءَةُ بالمَدِّ: لُغَة في البُكُوءِ مصدرِ بَكُؤَت النّاقَةُ، وزاد أبو زَيْدٍ فيه البُكْءَ بالضم.
وأَيْنُقٌ بَكايا مِثْلُ بِكاءٍ.
وقال اللَّيث: البَكءُ - بالفتح - نَباتٌ كالجِرْجِير، الواحدة بَكْأَة.
وأنشد الجوهريّ في هذا التركيب:
فَلَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُؤَنَّ لِقاحُهُ ... ويُعَللَنَّ صَبِيَّه بِسَمارِ
والرِّواية: ولَيَأْزِلَنّ بالواو منسوقًا على ما قبله وهو:
فَلَيَضْرِبَنَّ المرءُ مَفْرقَ خالِهِ ... ضَرْبَ الفَقارِ بمِعْوَلِ الجَزّارِ
والبَيْتان لأبي مُكْعِثٍ الأَسَدِيّ.
" ح " - عند بعضهم: البَكاةُ مقصورة مُعْتَلّة.
(بهأ)
أبو سَعِيد: ابْتَهَأتُ بالشّيء مثلُ بَهَأْتُ به، أي أَنِسْتُ به وأَحْبَبْتُ قُرْبَه. قال الأَعْشَى:
وفي الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوانَا ويَبْتَهِي ... وآخَرُ قد أَبْدَى الكَآبَةَ مُغْضَبُ
فتَرك الهمزَ من يَبْتَهِئُ.
(بوأ)
أبو زَيْد: أَبَأتُ القومَ مَنْزِلًا لغةٌ في بَوَّأتُهم منزلًا.
وقال الأخفش: أَبَأْتُ بالمَكانِ: أقمتُ به. وتَبَوَّأَ: نَزَل وأقامَ.
" ح " - باءَنِي الشَّيْءُ، أي وافَقَنِي.
وبَواءٌ: وادٍ بتهامَة.
1 / 8
فصل التاء
(تأتأ)
التّأتَأَة: حِكاية الصَّوْت. تقولُ: تَأْتَأْتُ بالتَّيْسِ عند السِّفادِ.
والتَّأْتاءُ: مَشْيُ الصبيّ الصغير؛ والتَّبَخْتُر في الحرب أيضا؛ ودُعاءُ التَّيْس إلى العَسْبِ.
والتِّئْتاءُ: العِذْيَوْطُ، وهو الّذي يُحْدِث عند الجِماع. وقال ابنُ الأعرابِيّ: هو الّذِي يُنْزِل قبل أنْ يُولِجَ، ونَحْوَ ذلك قال الفَرّاءُ.
(تفأ)
أهملَه الجوهريّ. ويُقال: تَفِئَ بالكسر تَفَأً بالتحريك: إذا احْتَدَّ وغَضِبَ.
فصل الثاء
(ثأثأ)
ثَأْثَأْتُ النّارَ: أطْفَأْتُها. وثَأثَأَ: عَطَّشَ وهو من الأضداد. وثَأثَأْتُ غَضَبَه أي سَكَّنْتُهُ. وثَأْثَأته: حَبَسْتُهُ.
وقال ابنُ دُرَيْد: ثَأثَأتُ الرجلَ عن مَكانِه: إذا أزَلْتَهُ عنه.
وقال أبو زَيْدٍ: تَثَأثَأتُ تَثَأْثُؤًا: إذا أردتَ سَفَرًا ثمّ بَدَا لك المُقامُ.
وقال الجوهريّ: أبو عمرو: أثَأْتُه بسَهْمٍ إثاءَةً: رميتُه، والكِسائيّ مثلُه، والصواب أَنْ يُفْرَدَ له تركيبٌ بعد تركيب (ثمأ)، لأنّه من باب أَجَأته أُجِيئُه وأَفَأْتُه أفِيئُه. وذكره الأزهريُّ في تركيب أثأَى وهو غيرُ سَديدٍ أيضا.
" ح " - الثَّأْثاءُ: دُعاءُ التَّيْسِ إلى الضِّراب كالتَّأتاء، عن أبي عَمْرو.
(ثطأ)
يُقال: ثَطَاتُه: إذا وَطِئْتَه.
(ثمأ)
اللَّيْثُ: الثَّمْءُ: طَرْحُك الكَمْأةَ في السَّمْنِ ونحو ذلك، يُقال: ثَمَأْتُ الكمأةَ أَثْمَؤُها.
" ح " - الثَّمْءُ: إشْباع الصِّبغ.
وثَمَأَ ما في بَطْنِه: رَماه.
(ثوأ)
" ح " - ثاءَة: موضِع ببلاد هُذَيْل.
1 / 9
فصل الجيم
(جأجأ)
اللَّيْثُ: تَجَأْجَأتُ: كَفَفْتُ وانْتَهَيْت، وأنشد:
سَأَنْزِعُ منك عِرْسَ أَبِيكَ إنِّي ... رَأَيْتُكَ لا تَجَأْجَأُ عن حِماها
وتَجَأْجَأت عنه، أي هِبْتُه.
وقال أبو عَمْرو: الجَأْجاءُ: الهَزِيمَة. وفلان لا يَتَجَأجَأُ عن فلانٍ، أي هوَ جَرِيءٌ عليه.
" ح ": جُؤْجُؤ: قَرْيةٌ بالبَحْرَيْن.
(جبأ)
الجُبَّاء بالضمّ والمدّ والتَّشْديد مثال جُبَّاعٍ، والجُبَّاءة بالهاء أيضا مِثالُ جُبَّاعَة: التي لا تَرُوعُ إذا نَظَرَتْ. وقال الأصمعيّ: هي الّتي إذا نَظَرَتْ إلى الرِّجال انْخَزَلَت راجِعةً لصِغَرِها. قال ابنُ مُقْبِلٍ:
وطَفْلَةٍ غَيْرِ جُبّاءٍ ولا نَصَفٍ ... مِنْ دَلِّ أمثالِها بادٍ ومَكْتُومُ
عانَقْتُها فانْثَنَت طَوْعَ العِناق كَما ... مَالَتْ بشارِبِها صَهْباءُ خُرْطُومُ
كأنه قال: ليست بصَغِيرة ولا كَبِيرة، ويُرْوَى: غير جُبَّاعٍ بالعَيْن، وهي القَصِيرة.
وَجَبَأَ: تَوارَى، وَأَجْبَأتُه: وارَيْتُه.
وقال الأصمعيّ: ويُقال للمرأة إذا كانت كَرِيهَة المنظَرِ لا تُسْتَحْلَى: إنَّ العَيْنَ لَتَجْبَأُ عنها. وقال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
لَيْسَت إذا سَمِنَتْ بجابِئَةٍ ... عنها العُيونُ كَرِيهةَِ المَسِّ
ويُرْوَى: إذا رُمِقَتْ، أي إذا نُظِرَ إليها.
وقال ابن دُرَيْد: أجْبَأتُ على القَوْمِ: إذا أَشْرَفْتَ عليهم.
والجَبْءُ بالفتح: نَقِيرٌ يجتمع فيه الماءُ، والجَمْعُ أجْبُؤ.
وقال ابن دُرَيْد: امرأةٌ جَبْأَى على فَعْلَى: قائمةُ الثَّدْيَيْن.
وَجَبَأْتُ عُنُقَه: أمَلْتُها.
وقال ابنُ الأعرابيّ: جَبَأَ وجَأَبَ، أي باعَ الجَأْبَ وهو المَغْرَةُ.
وجَبْأَةُ البَطْن: مَأْنَتُه.
" ح " - جَبِئَ: لغةٌ في جَبَأ. والجَبْءُ: الأَكَمَةُ.
والجُبّاءُ والجُبَّأُ: نوعٌ من السِّهام.
1 / 10
وجَبَأٌ: جبلٌ باليَمَن، وقيل: قريةٌ.
وجُبَّأ: بلدةٌ من أعْمالِ خُوزِسْتان.
وجُبَّأ أيضا: قريةٌ من النَّهْرَوان.
(جرأ)
الجَرائِيَةُ، على وَزْن كَراهِيَة: الْجُرْأة.
والجَرِيءُ والمُجْتَرِئُ: الأسَدُ.
وقال ابنُ هانئ: الجِرِّيئَةُ بالهمز والمَدِّ: الحَوْصَلَةُ، لغةٌ في الجِرِّيَّة.
(جزأ)
ثَعْلَبٌ في قوله تعالى: ﴿وجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءًا﴾ أي إناثًا، يعني به الَّذِين جعلُوا الملائكةَ بَناتِ الله، تعالَى الله عَمَّا افْتَرَوْا. قال: وأنْشِدْت لبعض أهل اللُّغَة بيتًا يدلُّ على أن مَعْنى جُزْء مَعْنَى الإناث، ولا أَدْرِي البَيْتُ مصنوعٌ أم قديم؛ أنشدوني:
إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يومًا فلا عَجَبٌ ... قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أَحْيانًا
أي آنَثَتْ، أي وَلَدت أُنْثَى.
قال الأزهريّ: واستدَلَّ قائل هذا القول بقوله جَلَّ وعَزَّ: ﴿وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذين هُمْ عِبَادُ الرَّحْمن إناثًا﴾. وأنشد غيرُه لبعض الأنْصار:
نَكَحْتُها من بَناتِ الأَوْسِ مُجْزِئَةً ... للعَوْسَجِ اللَّدنِ في أَبْياتها زَجَلُ
يعني امرأةً غَزَّالةً بمغازِلَ سُوِّيَت من العَوْسَج.
قال الأزهريّ: البيت الأوّل مصنوعٌ، يعني قولَه: إن أجْزَأَت.
وهذا رَجُلٌ جازِئُكَ من رَجُلٍ، أي ناهِيكَ وكافِيكَ.
وقد سَمَّوا مَجْزَأة.
" ح " - أجْزَأَ المَرْعَى: الْتَفَّ نَبْتُه. وأجْزَأْتُ الخاتِمَ في إصْبَعي: أدْخَلْتُه فيها.
والمَجْزُوءُ من الشِّعْر: ما سَقَط منه جُزْءان.
والجُزْءُ: رمْلٌ لبني خُوَيْلد.
وقال الفرّاء: طعامٌ جَزِيءٌ وشَبِيعٌ لما يُجْزِئ ويُشْبِع.
وجَزِئْتُ بالرُّطْبِ عن الماء: لغةٌ في جَزَأتُ عن ابن الأعرابيّ.
1 / 11
(جسأ)
الكسائيُّ: جُسِئت الأرضُ فهي مَجْسُوءَة من الجَسْءِ، وهو الجَلَدُ الخَشِن. الّذِي يُشْبِه الحَصَى الصّغار.
(جشأ)
شَمِرٌ عن ابنِ الأعْرابِيّ قال: الجَشْءُ: الكَثِيرُ.
وقد جَشَأَ اللَّيْلُ، وجَشَأَ البَحْرُ: إذا أظْلَمَ وأشرَفَ عليك.
وجُشاءُ اللَّيْل والبَحْرِ: دُفْعَتُهما.
وقال اللَّيث: جَشَأتِ الغَنَم، وهو صَوْتٌ يَخْرُجُ من حُلوقِها، وأنشد قولَ امرِئ القَيْس:
إذا جَشَأَتْ سَمِعْتَ لها ثُغاءً ... كأنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُمْ نَعِيُّ
ويُرْوَى:
* إذا ما قامَ حالِبُها أرَنَّتْ *
ويُرْوَى: إذا مُشَّتْ مَحالِبُها، أي مُسِحَت بالكَفّ.
وقال الجوهرِيّ: قال الرّاجِز:
ولَمْ تَبِتْ حُمَّى بِهِ تُوَصِّمُهْ
ولَمْ يُجَشِّئْ عن طَعامٍ يُبْشِمُهْ
والرواية:
لَمْ يَتَجَشّأْ عن طعامٍ يُبْشِمُهْ
ولَمْ تَبِتْ حُمَّى به تُوَصِّمُهْ
وهو لأبي محمّد عبدِ الله بن رِبْعِيّ الفَقْعَسِيّ.
(جفأ)
ابنُ الأعرابيّ: يقال: جَفَأْتُ الغُثاءَ عن الوادِي، أي كَشَفْتُ.
وأجْفَأَتِ البلادُ: إذا ذهب خَيْرُها، وكذلك تَجَفَّأت، قال:
ولَمَّا رَأَتْ أنّ البِلادَ تَجَفَّأَتْ ... تَشَكَّتْ إلَيْنا عَيْشَها أمُّ حَنْبَلِ
وقال الزَّجَّاجُ: جَفَأْتُ البابَ أجْفَؤُه جَفْأً وأجْفَأْتُه إجْفاءً: إذا أغْلَقْتَهُ. وقال الحِرْمازِيُّ: إذا فَتَحْتَه.
" ح " - الجُفاءُ: الخالِيَةُ من السُّفُنِ.
وأَجْفَأَ الرجلُ ماشِيَتَهُ: أَتْعَبَها بالسَّيْر ولم يَعْلِفْها.
(جلا)
أهمله الجوهريُّ. وقال أبو زَيْد: جَلَأتُ به الأرضَ، أي ضَرَبْتُ به، مثل حَلَأتُ بالحاء. وجَلَأْتُ بِه: رمَيْتُ به.
1 / 12
(جمأ)
أهْمَلَه الجوهريّ. وقال أبو عَمْرو: التَّجَمُّؤ: أنْ يَنْحَنِيَ على الشَّيْء تَحْتَ ثَوْبهِ. والظَّليمُ يَتَجَمَّأ على بَيْضِه.
" ح " - تَجَمَّأَ القومُ: اجْتَمَعُوا.
والجَماءُ: الشَّخْصُ، يُمَدّ ويُقْصَر، وهَمْزَةُ المَمْدُودِ غير مُنْقَلِبَة.
(جنأ)
أَجْنَأَ على الشَّيءِ: أكَبَّ، قاله الأصمعيُّ. قال: والمُجْنَأَةُ: حُفْرَة القَبْرِ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الهُذلِيّ:
إذا ما زَارَ مُجْنَأَةً عَلَيْها ... ثِقالُ الصَّخْرِ والخَشَبُ القَطِيلُ
(جيأ)
شَمِرٌ: جَيَّأتُ القِرْبَةَ: خِطْتُها. وأَنْشَد للجُمَيْح:
تَخَرَّقَ ثَفْرُها أيَّامَ خُلَّتْ ... على عَجَلٍ فَجِيبَ بها أَدِيمُ
فَجيَّأها النِّساءُ فخانَ منها ... كبَعْثاةٌ ورادِعَةٌ رَدُوم
الرّادِعَةُ: الِاسْتُ. والرَّدُومُ: الضَّرُوط.
وقال ابْنُ السِّكّيت: امرأةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُنْضِيَتْ، فإذا جُومِعَت أحْدَثَتْ. ورجل مُجَيَّأٌ: إذا جامَعَ سَلَحَ.
وقال ابن الأعْرابيّ: جايَأَنِي الرَّجُل مِنْ قُرْب، أي قابَلَنِي. ومَرَّ بي مُجايَأةً، أي مُقابَلةً.
وقال أبو زيد: يُقال: جايَأْتُ فلانًا، أي وافَقْتُ مَجِيئَه. ويُقال: لو قد جاوَزْتَ هذا المَكانَ لَجايَأتَ الغَيْثَ مُجايَأَةً وجِياءً، أي وافَقْتَه.
والجَيْأةُ بالفَتْح: الموضع الّذي يجتمع فيه الماءُ، وكذلك الجِئَةُ مثالُ جِعَة، والثانية محذوفة على وَزْن عِدَةٍ. قال الكُمَيْت:
ضَفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً ... مُنَضِّبَةً ستَمْنَعُها وطِينَا
والجَيْأةُ، موضعٌ أو مَنْهل، أنشد شَمِرٌ:
لا عَيْشَ إلّا إِبِلٌ جُمَّاعَهْ
مَوْرِدُها الجَيْأَةُ أو نُعَاعَهْ
1 / 13
وقول الجوهريّ: وجاءانِي على فاعَلَنِي غلط، والصواب جايَأَنِي لأنّه مُعْتلّ العين مهموز اللّام لا على العكس.
" ح " - في كتاب الحُروف لأبي عَمْرٍو الشَّيْبانيّ: الجَيْئَةُ: الدَّمُ والقَيْحُ. وأنشد البيت:
فَجَيّأَها النساءُ فجاء مِنها ... قَبْعَذَاةٌ ورادفَةٌ رَذُوم
أو قَبَعْثاة. شَكَّ أبو عَمْرٍو. وقال أبو سَعِيد: الرَّذُوم معجمة، لأنّ ما رَقّ من السَّلْح يَسِيل. وفي أشعار بني الطمَّاح في ترجمة الجُمَيْح بن الطّمّاح:
تَخَرَّم ثَفْرُها أيام حلّتْ ... على نَمَلَى فجِيبَ لها أدِيمُ
فجَيَّأَها النِّساءُ فصار مِنْها ... قَبَعْثاةٌ ورادِفَةٌ رَذُوم
قَبَعْثاة: عَفَلَة.
فصل الحاء
(حبأ)
" ح " - ابن الأعرابي: الحَبْأة: الطِّينةُ السَّوْداء.
(حتأ)
أبو عَمْرو: أحْتَأتُ الثَّوبَ: إذا خِطْتَه.
والحَتِيءُ على فَعِيلٍ: لغةٌ في الحَتيّ بغير همز، وهو سَوِيقُ المُقْل. ويُنْشَد بيتُ المُتَنَخِّل الهُذَليّ:
لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتيءِ وعِنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ
مهموزًا.
" ح " - الحَتْءُ: حَطُّ المَتاع عن الإبِل؛ والضَّرْبُ؛ والنِّكاحُ؛ وإدامةُ النَّظَر.
وحَتَأْتُ الشَّيْءَ وأَحْتَأْتُه: إذا أحْكَمْتَه.
(حجأ)
اللِّحْيانيّ: ما لَهُ مَلْجَأٌ ولا مَحْجَأٌ بمعنًى واحد.
وقال أبو زيد: إنَّهُ لحَجِئٌ إلى بني فُلانٍ: أي لاجِئٌ إليهم.
" ح " - حَجَأْتُ عنه كذا، أي حَبَسْتُه عنه.
(حدأ)
قال الفَرّاء في كتاب المَقْصور والمَمْدود: حَدِئَت الشَّاةُ: إذا انْقَطَع سَلاها في بَطْنها فاشْتَكَت عنه.
والحِدَأةُ: سالِفَةُ الفَرَس، وهي ما تقدّم من عُنُقِه، قاله الأصمعيّ، وأنشد:
طَوِيلُ الحِداءِ سَلِيمُ الشَّظَى ... كَرِيمُ المِراحِ صَلِيبُ الخَرَب
1 / 14
الخَرَب: الشَّعَرُ المُقْشَعِرُّ في الخاصِرة.
(حزأ)
احْزَوْزَأت الإبِلُ: إذا اجْتَمَعَت؛ والطائرُ يَحْزَوْزِئُ، وهو ضَمُّه نَفْسَهُ وتَجافِيه عن بَيْضِهِ، قال:
* مُحْزَوْزِئَيْنِ الزِّفَّ عَنْ مَكْوَيْهِما *
وترك همزه رُؤْبَةُ فقال:
يَرْكَبْنَ تَيْمَاءَ وما تَيْماؤهُ
يَهْماء يَدْعُو جِنَّها يَهْماؤه
والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزِيزاؤُه
وحَزَأ المرأةَ: جامَعها.
(حشأ)
حَشَأتُ بَطْنَه بالعصَا: إذا ضَرَبْتَه بها.
(حصأ)
حَصِئْتُ من الماء، أي رَوِيتُ مثلُ حَصَأْتُ. وحَصِئَ الصَّبيُّ من اللَّبَنِ: إذا رَضِعَ حَتَّى تَمْتَلِئَ مَعِدتُه، وكذلك الجَدْيُ، لغةٌ في حَصَأَ فيهما.
(حضأ)
حَضَأَتِ النَّارُ: التَهَبَت.
وأَبْيَضُ حَضِيءٌ، أي يَقَقٌ.
(حطأ)
حَطَأَ يَحْطِئُ: إذا جَعَسَ جَعْسًا رَهْوًا، قال:
احْطِئْ فإنَّك أنتَ أقْذَرُ مَنْ مَشَى ... وبذاكَ سُمِّيتَ الحُطَيْئَةَ فاذْرُِقِ
" ح ": الحِطْءُ: البقِيّة من الماءِ.
والحِنْطئُ: القَصِيرُ.
(حفأ)
الاحْتِفاءُ: الاقْتِلاعُ. وقيل: هو افْتِعالٌ من الحَفَأ، ومنه قولُه ﷺ حين سُئِل مَتَى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال: " مالَمْ تَصْطَبِحُوا أو تَغْتَبِقُوا أو تَحْتَفِئُوا بهما [؟ بها] بَقْلًا فشَأنَكُم بها ".
هذا التفسيرُ على رِوايَة من رَوَى تَحْتَفِئُوا بالحاء المُهْمَلة وبالهَمْز.
1 / 15
(حفسأ)
أهْمَله الجوهريُّ. وقال ابنُ السِكِّيت: رجل حَفَيْسَأٌ: إذا كان قَصِيرًا لئِيمَ الخِلْقَة. وذكر الجوهريُّ الحَفَيْسَأ مع ذِكْرِ الحَيْفَس في بابِ السّين.
(حكأ)
احْتَكَأتِ العُقْدَةُ: اشْتَدَّت. وتقولُ: سمعتُ الأحادِيثَ فما احْتَكأَ في صَدْرِي منها شيءٌ، أي ما تَخالَج.
وقال أبو حاتم: قال الأصمعِيُّ: أهلُ مكّة حرسها الله تعالى يُسَمُّون العَظاءَة الحُكَأَة على مثال هُمَزة، والجَمِيع الحُكَأ مَقْصُورًا. قال أبو حاتم: وقالت أمُّ الهَيْثَم: الحُكاءةُ ممدودةٌ مهموزةٌ، وهو كما قالت.
(حلأ)
شَمِرٌ: الحَالِئَةُ: ضربٌ من الحَيَّات تَحْلَأ منْ تَلْسَعُه السُّمَّ كما يَحْلَأ الكَحّالُ الأَرْمَد حُكاكَهُ فَيَكْحُلُه بها. واسمُ تلك الحُكاكَة: الحُلاءُ بالضمِّ والمدِّ، قال أبو المُثَلَّم الهُذَليّ:
وأَكْحُلْكَ بالصابِ أو بالحُلاءِ ... فَفَقِّح لكُحْلِكَ أو غَمِّضِ
يُخاطِب عامِرَ بنَ العَجْلان. ويُرْوَى: بالحَلُوء.
وأنشد الجوهريّ لامرئ القَيْس في هذا التركيب:
* كمَشْيِ أتانٍ حُلّئَتْ عن مَناهِلِ *
والرواية:
* كمَشْيِ الأتانِ حُلّئَتْ بالمنَاهِلِ *
وصدرُه:
* وأَعْجَبَنِي مَشْيُ الحُزُقَّةِ خالدٍ *
وروى أبو عُبَيْدة:
* ويا عَجَبَى يَمْشِي الحِزِقَّةَ خالِدٌ *
بكَسْرِ الحاءِ والزَّايِ ونَصْبِ الهاء ورَفْع خالدٍ.
وقال أبو زيد: يُقال: أَحْلَأتُ الرجلَ إحْلاءً: إذا حَكَكْتَ له حُكاكَةَ حَجَرَيْن فدَاوَى بحُكاكَتهما عَيْنَيْه من الرَّمَد.
والمِحْلَأَةُ: الحديدةُ التي تَحْلأ بها الحالِئَةُ الجِلْد، أي تَقْشِرُه.
" ح ": الحَلاءةُ: الأرضُ الكثيرة الشجر.
ورَجُلٌ تِحْلِئَةٌ: يَلْزَق بالإنسان فيَغُمُّه.
1 / 16
والحَلاءةُ: موضع، وقد تُكْسَر.
والحِلاءُ: جِبالٌ قُرب مَيْطانَ لا نَبات بها. واحدُه حِلاءة، وتُنْحَتُ منها الأَرْحِيَةُ وتُحْمَل إلى المَدِينة.
(حمأ)
الحَمْأَة: نَبْتٌ ينْبُت بنَجْدِ في الرَّمْل وفي السَّهْل. وإنه لحَمِئُ العَيْن مثل نَجِئ العَيْن. عن الفرّاءِ قال: ولم نسْمَع منه فِعْلا.
(حنأ)
الحِنّاءتان: رملتان في دِيارِ تَمِيم.
قال أبو منصور الأزهريّ: ورأيتُ في دِيارهم رَكِيَّةً تُدْعَى الحِنَّاءة، وقد وَرَدْتُها، وفي مائها صُفْرة.
وقال اللّحْيانيّ: أخْضَرُ ناضِرٌ، وباقِلٌ، وحانِئٌ.
ووادِي الحِنّاء: وادٍ يُنْبِتُ الحِنّاءَ الكثيرَ، على مرحلتين من زَبِيدَ ممّا يلي تَعِزّ، وهو مَنْصَفٌ بين زَبِيدَ وتَعِزّ.
وقد سَمَّوا حِنّاءَة.
وتَحَنَّأَ الرَّجلُ من الحِنّاء، كما يُقال: تَكَتَّم مِن الكَتَم. أنشد الدِّينَوَريّ لرجُلٍ من بني عامر:
تَرَدَّدَ في القُرّاص حَتَّى كأَنَّما ... تَكَتَّم من أَلْوانِه أو تَحَنَّأَ
" ح " - حَنَأْتُ المرأةَ: جامَعْتُها.
وحَنَأَت الأرضُ: اخْضَرَّت والْتَفَّ نَبْتُها. عن ابن الأعرابيّ.
فصل الخاء
(خبأ)
اخْتَبَأْتُ له خَبِيئًا: إذا عمَّيتَ له شيئًا ثمّ سألتَه عنه. قاله ابنُ دُرَيْد.
وقال اللَّيْث: الخِباءُ مَدَّتُه هَمْزة، وهو سِمَة تُخْبَأُ في موضع خَفِيّ من الناقَةِ النَجِيبة، وإنَّما هي لُذَيْعَةٌ بالنار، والجمع أخْبِئَةٌ مهموزةً.
" ح " - خابَأتُه ما كَذَا: حاجَيْتُه.
وكَيْدٌ خابئٌ: خائب.
1 / 17
وخَبْءٌ: وادٍ بالمَدِينة؛ وخَبْءٌ: موضِعٌ بمَدْيَن.
والخَبْأَةُ: البِنْتُ، وفي المثل: خَبْأَةٌ خيرٌ من يَفَعَةِ سَوْءٍ.
(ختأ)
إذا تَغَيَّر لَوْن الرجُلِ من مَخافة شيءٍ نَحْوِ السُّلْطان وغيره فقد اخْتَتَأَ.
(خجأ)
أبو زَيْد: إذا أَلَحَّ عليك السائلُ حتَّى يُبْرِمَك قلت: أخْجَأنِي إخْجاءً.
وقال شَمِرٌ: خَجَأْتُ خُجوءًا: إذا انْقَمَعْتَ. وخَجِئْتُ: إذا استَحْيَيْتَ.
والخَجَأُ بالتَّحريك: الفُحْشُ.
" ح " - خَجَأْتُه بالعَصا: ضَرَبْتُه بِها.
(خرأ)
الخُرْآنُ: جَمْع خُرْءٍ، مثل خُرُوء.
" ح " - أمّا المسموع في حديث سَلْمانَ الفارسيّ ﵁، وقيل له: " لقد عَلَّمَكم نَبِيُّكُم كلَّ شيءٍ حَتَّى الخِراءَةَ ". فبكَسْر الخاء لا غَيْر. وهكذا ذَكَرها الأزهريُّ. والحديث في سُنَنِ أبي داوُدَ.
(خسأ)
يقال: اخْسَأ إلَيْكَ، كما يُقالُ: اخْسَأ عَنِّي. وخَسِئَ: لغةٌ في اللَّازِم دون المُتَعَدِّي. وأنشد الجوهريُّ:
* كالكَلْبِ إنْ قُلْتَ له اخْسَأْ فانْخَسَأ *
والرِّواية: اخْسَأْ انْخَسَأْ، بغَيْر فاءٍ.
(خطأ)
الخَطِيئَةُ على تقدير فَعِيلَة: النَّبْذ اليَسِيرُ من كلّ شيءٍ، يُقال: على النَّخْلة خَطِيئَةٌ من رُطَبٍ. ويُقال: بأرْضِ بني فُلانٍ خَطِيئَةٌ من وَحْشٍ، أي نَبْذ منه أخْطَأَتْ أمكِنَتَها فظَلَّت في غير مواضِعها المُعتادة.
ويقال: خُطِّئَ عنك السُّوءُ: إذا دَعَوْا له أن يُدْفَعَ عنه السُّوءُ.
" ح " - خَطَأَت القِدْرُ بزَبَدِها: إذا ألْقَتْهُ عند الغَلَيان.
والمُسْتَخْطِئَة: الحائل من الإبِل.
1 / 18
(خفأ)
أهْمَلَه الجوهرِيُّ، وقال اللَّيْث: خَفَأتُ الرجلَ خَفْأً: إذا اقْتَلَعْتَه وضربتَ به الأرضَ مثل جَفَأتُه جَفْأً بالجيم، وإليه وَجَّه بعضُهم قولَه ﷺ في المَيْتَة فرَوَى " ما لَمْ تَخْتَفِئُوا " بالهَمْز والخاء المُعْجَمة.
ويقال: خَفَأَ فلانٌ بَيْتَه: قَوَّضه وألْقاهُ.
(خلأ)
يُقالُ: ناقَةٌ خالئٌ بغير هاءٍ من الخلاء، ولا يُقال: خالِئةٌ.
والتَِّخْلِئُ: الدُّنْيا، قال:
لوْ كانَ في التَِّخْلِئِ زَيْدٌ ما نَفَعْ
لأَنَّ زَيْدًا عاجِزُ الرَّأْيِ لُكَعْ
إذا رَأَى الضَّيْفَ تَوارَى وانْقَمَعْ
أي لو كانت له الدُّنْيا.
وقال الجوهريّ: وفي حديث سُراقَةَ: " ما خَلَأَتْ ولا حَرَنَتْ، ولكنْ حَبَسَها حابِسُ الفِيل " ونِسْبَةُ الحديث إلى سُراقَةَ سهْوٌ، وإنّما هو حديث النبيّ ﷺ قاله عامَ الحُدَيْبِيَةِ، رَواه المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَة ومَرْوانُ بن الحَكَم.
(خنأ)
" ح " - خَنَأْتُ الجِذْعَ وخَنَيْتُه: قَطَعْتُه.
فصل الدال
(دأدأ)
الدَّأدَأَةُ: صوتُ وَقْعِ الحِجارة في المَسِيل.
والدَّادِيّ: المُولَعُ باللَّهْو الذي لا يَكادُ يَتْركُه.
ودَأْدأَ القَوْمُ وتَدَأْدَءُوا، أي ازْدَحَمُوا.
" ح " - دَأْدَأْتُه: حَرَّكْته فتَدَأدَأَ. وتَدَأْدَأ الخَبَرُ: أبْطَأَ.
والدَّأداءُ: ما اسْتَوَى من الأرض.
وذكر الأزهريّ الدّادِي في هذا التركيب على أنَّه مهمُوزٌ، وذكره أبو عُمَرَ عن أبي عَمْرٍو في ياقُوتَة الهادِي غير مَهْموز.
1 / 19
(دبأ)
أهْمله الجوهريُّ. وقال أبو زَيْد: دَبَّأتُ الشَّيْءَ ودَبَّأْتُ علَيْه تَدْبِيئًا: إذا غَطَّيْتَ عليه ووارَيْتَه.
ودَبَأْتُه بالعَصا دَبْأً: ضَرَبْتُه بها.
" ح " - دَبَأَ: سَكَن.
وقال ابنُ الأعرابيّ: الدَّبْأةُ: الفِرارُ.
(درأ)
رَجُلٌ ذو تُدْرَأةٍ: إذا كان مُدافِعًا ذا عِزٍّ ومَنْعَةٍ مثلُ تُدْرَإ.
ودَرَأتِ النّارُ: إذا أضاءَتْ.
ودَرَأتُ له وِسادَةً، أي بَسَطْتُها. ودَرَأتُ وَضِينَ البَعِير: إذا بَسَطْتَه على الأرضِ ثم أبْرَكْتَه عليه. قال المُثَقِّبُ العَبْدِيّ، واسمُه عائذُ بنُ مِحْصَن:
تَقُولُ إذا دَرَأْتُ لها وَضِينِي: ... أَهَذا دِينُه أَبَدًا ودِيني؟ !
(دربأ)
أهمله الجوهريّ. ويقال: تَدَرْبَأَ الشيءُ: تَدَهْدَأَ.
(دفأ)
أدْفَأْتُ الرجلَ إدْفاءً: إذا أَعطيتَه عطاءً كثيرًا. والدِفْء: العَطيَّة.
وأَدْفَأَ القوم، أي اجْتَمَعُوا.
" ح " - في كتاب رسولِ الله ﷺ لوَفْد هَمْدان: " هذا كِتابٌ من محمّد رسول الله لمِخْلاف خارِفٍ وأهل جَنابِ الهَضْب وحِقاف الرَّمْل، مع وافِدنا ذي المِشْعار مالك بن نَمَطٍ ومن أسْلَم من قومه، على أنّ لهم فِراعَها ووِهاطَها وعزَازَها ما أقاموا الصَّلاة وآتَوْا الزكَاة، يأكلون عِلافَها ويَرْعَوْن عَفاءَها، ولنا من دِفْئِهم وصِرامِهم ما سلّموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصَدَقة الثِّلْبُ والنابُ والفَصِيل والفارِضُ
1 / 20
والداجِنُ والكَبْشُ الحَوَرِيّ، وعليهم فيه الصالِغُ والقارِح ".
(دكأ)
التَّداكُؤُ: التَّدافُع.
(دنأ)
يُقال: نَفْسُ فلانٍ تَتَدَنَّؤه، أي تَحْمِلُه على الدَّناءة.
(دوأ)
يقال رجل داءٌ، بالرفع، أي ذُو داءٍ، ورجلان داءان، ورجالٌ أدْواءٌ، قاله شَمِر. ويقال: امرأةٌ داءَةٌ، والدَّوْءُ في المصدر أصوب من الدَّاءِ، وفي لغةٍ أخرَى: رجل دَيِّئٌ وامرأةٌ دَيِّئَةٌ على فَيْعِل وفَيْعِلة.
وسَمِعْتُ دَوْدَأَةً، أي جَلَبَة.
" ح " - داءةُ: جَبَلٌ يَحْجُزُ بين النَّخْلَتَيْن الشآمِيَة واليَمانِيّة من نَواحِي مَكَّةَ حرسها الله تعالَى.
والأدْواء: موضع.
فصل الذال
(ذأذأ)
أهمله الجوهريّ، وقال أبو عَمْرٍو: الذَّأْذَأَةُ والذَّأْذاء: الزَّجْرُ. والذَّأْذَأَةُ أيضًا الاضْطِرابُ في المَشْيِ، وكذلك التَّذَأْذُؤ.
(ذبأ)
" ح " - ابنُ الأعرابيّ: الذَّبْأَة: الجارِيَةُ الرَّعُوم، وهي المَهْزُولةُ المَلِيحَةُ الهُزال، الخَفِيفةُ الرُّوح.
(ذرأ)
يُقال: ما بيني وبينه ذَرْءٌ، أي حائلٌ.
وأذْرَأتُه إلى كذا؛ أي ألْجَأْتُه.
وقال الأحمر: أَذْرَأَنِي فلانٌ وأَشْكَعَنِي، أي أغْضَبَنِي.
وقال أبو زيد: أذْرَأْتُ الرجلَ بصاحِبه إذراءً: إذا حَرَّشْتَه عليه وأوْلَعْتَه به.
وقال الجوهريّ: قال الراجز:
* رَأَيْن شَيْخًا ذَرِئَتْ مَجالِيه *
وهو مُغَيَّرٌ، وهو لأبِي محمّد الفَقْعَسِيّ، والرواية:
1 / 21
قالتْ سُلَيْمَى إنّنِي لا أَبْغِيهْ
أَراهُ شَيْخًا عارِيًا تَراقِيهْ
مُرْمَصَّةً من كِبَرٍ مآقِيه
مُقَوَّسًا قد ذَرِئتْ مَجالِيهْ
رأتْ غُلامًا جاهِلًا تُصابِيهْ
يَقْلِي الغَوانِي والغَوانِي تَقْلِيهْ
هكذا رأيتُه بخطّ السُكَّرِيّ في أراجيزه. والمعنى على تقديم يَقْلِي وتأخير رَأَتْ.
" ح " - أذْرَأْتُ الدَّمْعَ: أذْرَيْتُه.
وتُسمَّى العَنْزُ ذِرْءَة، وتُدْعَى للحَلَبِ فيُقال: ذِرْءَ ذِرْءَ.
(ذيأ)
تَذَيَّأَ وَجْهُه: وَرمَ.
فصل الراء
(رأرأ)
رجلٌ رَأراءُ العَيْنِ على فَعْلالٍ: إذا كان يُكْثِرُ تَقْلِيبَ حَدَقَتَيْه، مثلُ رَأْرَإ على فَعْلَلٍ. وامرأةٌ رَأْراءٌ أيضا بغير هاء، قال:
شِنْظِيرَةُ الأَخْلاقِ رَأراءُ العَيْنْ
وقال أبو زيد: رَأرَأتُ بالغَنَم رَأرَأةً: إذا دَعَوْتَها، وهذا في الضَأْن والمَعِز.
والرَأْرَأَة: إشْلاؤُكَها إلى الماءِ.
ورَأرَأَتِ الظِباءُ بأذْنابِها: بَصْبَصَتْ مثل لَأْلَأَتْ.
والرَأرَأَةُ: اسمُ امرأةٍ، وهي بِنْتُ مُرّ بنِ أدِّ بن طابِخَةَ، ويقال فيها: الرَّأْراءُ بالمدّ أيضا.
(ربأ)
رَبَأتُ المالَ: أصْلَحْتُه.
ورَبَّأْتُه: أَذْهَبْتُه.
" ح " - الرَبْأَةُ: الإداوةُ تُعْمَلُ من أَدَمٍ أرْبَعَة.
ورَبَأْتُ فيه: عَلِمْتُ عِلْمَه، عن الفرّاء.
(رتأ)
أهمله الجوهريّ. وقال ابنُ دريد: رَتَأت العقدَة بالهمز مثل رتَوْتُها؛ والرَجُلَ: خَنَقْتُهُ. والرَتَآنُ مثلُ الرَتَكان.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ: ما رَتَأَ كَبِدَهُ اليَوْمَ بطَعامٍ: أي ما أكلَ شيئًا يَهْجَأُ به جُوعُه، ولا يُقال رَتَأَ إلا في الكَبِد.
1 / 22