وماروت كانا ملكين، وأنهما خيرا بعد الوقوع في المعصية، بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا لعلمهما بانقضائه، وقد روي في ذلك حديث مرفوع، من حديث ابن عمر، عن النبي ﵌، وخرجه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه، ولكن قد قيل: إن الصحيح أنه موقف على كعب.
وخرج الإمام أحمد، «من حديث أنس عن النبي ﵌، أنه سأل جبريل ﵇، فقال له: مالي لا أرى ميكائيل ﵇ يضحك؟ ! فقال جبريل: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار» .
روي أيضًا في كتاب الزهد «من حديث أبي عمران الجوني، قال: بلغنا أن جبريل جاء إلى رسول الله ﵌، وجبريل ﵇ يبكي، فقال رسول الله ﵌: ما يبكيك يا جبريل؟ قال: أو ما يبكي أنت يا محمد؟ ما جفت عيناي منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها» .
وقد روي نحوه من وجوه أخر مرسلة أيضًا.
وخرج الطبراني «من حديث محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، حدثنا محمد بن علي، حدثنا أبي عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمران، أن جبريل جاء إلى النبي ﵌ حزينًا لا يرفع رأسه، فقال له: مالي أراك يا جبريل حزينًا؟ ! قال: إني رأيت نفحة من جهنم، فلم ترجع إلي روحي بعد» .
وقال: لم يرفعه عن زيد إلا علي، تفرد به ابنه محمد بن علي بن خلف، وهذا يدل على أن غيره وقفه.
1 / 50