أطباق النار، ثم قام على رجليه، فقال قائل: يا أبا عبد الرحمن اقعد، قال: منعني القعود ذكر جهنم، ولا أدري لعلي أجدهم.
ومن حديت عبد الرحمن بن مصعب، أن رجلًا كان يومًا على شط الفرات فسمع تاليًا يتلو:
﴿إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون﴾ .
فتمايل، فلما قال التالي: ﴿لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون﴾ .
سقط في الماء فمات.
ومن حديث أبي بكر بن عياش، قال صليت خلف فضيل بن عياض صلاة المغرب وإلى جانبي علي ابنه، فقرأ الفضيل ﴿ألهاكم التكاثر﴾ فلنا بلغ ﴿لترون الجحيم﴾ .
سقط مغشيًا عليه، وبقي الفضيل لا يقدر يجاوز الآية، ثم صلى بنا صلاة خائف، قال: ثم رابطت عليًا فما أفاق إلا في نصف الليل.
وروى أبو النعيم بإسناد عن الفضيل، قال: أشرفت ليلة على علي، وهو في صحن الدار، وهو يقول: النار، ومتى الخلاص من النار؟ .
وكان علي يومًا عند ابن عيينه، فحدث سفيان بحديث فيه ذكر النار، وفي يد علي قرطاس في شيء مربوط، فشهق شهقة، ووقع ورمى بالقرطاس، أو وقع من يده، فالتفت إليه سفيان، فقال: لو علمت أنك ههنا ما حدثت به، فما أفاق إلا بعد ما شاء الله.
وقال علي بن خشرم: سمعت منصور بن عمار يقول: تكلمت يومًا في المسجد الحرام، فذكرت شيئًا من صفة النار، فرأيت الفضيل بن غياض صاح حتى غشي عليه وطرح نفسه.
1 / 32