249

Takhrij Dalalat

تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية

Editor

د. إحسان عباس

Editorial

دار الغرب الإسلامي

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٩ هـ

Ubicación del editor

بيروت

فلأعرفنّ أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى رئي بياض ابطيه يقول: اللهم هل بلّغت بصر عيني وسمع أذني.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «الصحاح» (١: ١٠٩- ١١١) حسبته أحسبه بالضم حسبا وحسابا وحسابة، وحسبته: عددته، والحسبة أيضا من الحساب مثل القعدة والرّكبة.
قال النابغة «١»: [من البسيط]
فكمّلت مائة فيها حمامتها ... وأسرعت حسبة في ذلك العدد
والمعدود محسوب، وحسب أيضا، وهو فعل بمعنى مفعول مثل نفض بمعنى منفوض، وحاسبته من المحاسبة، والحسبان: الحساب. قال الله تعالى:
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (الرّحمن: ٥) قال الأخفش: الحسبان: جماعة الحساب، مثل شهاب وشهبان، وحسبته صالحا أحسبه بالفتح محسبة ومحسبة، وحسبانا بالكسر أي ظننته، ويقال: أحسبه بالكسر، وهو شاذّ.
الثانية: يقال: رغا البعير يرغو رغاء، وخارت البقرة تخور خوارا، ويعرت الشاة تيعر يعارا، كل ذلك: صياحها وأصواتها على فعال بضمّ الفاء، قاله غير واحد.
الفصل الثاني في محاسبة أبي بكر رضي الله تعالى عنه عمّاله
قال ابن قتيبة في كتاب «عيون الأخبار» (١: ٦٠) قدم معاذ رضي الله تعالى عنه من اليمن بعد وفاة النبيّ ﷺ على أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقال له: ارفع حسابك فقال: أحسابان: حساب من الله وحساب منكم؟ والله لا ألي لكم عملا أبدا.

(١) ديوان النابغة: ٢٥.

1 / 262