211

Takhrij Ahadith Ihya Culum Din

تخريج أحاديث إحياء علوم الدين

Editorial

دار العاصمة للنشر

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٧ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

غير كتاب القوت
١٩٨ - (في الخبر إن من خيار أمتي قومًا يضحكون جهرًا من سعة رحمة الله ﷿ ويبكون سرًا من خوف عذاب الله أبدانهم في الأرض وقلوبهم في السماء أرواحهم في الدنيا وعقولهم في الآخرة) لأنه لا راحة للمؤمن دون لقائه ربه والدنيا سجنه حقًا فلذا يجد المؤمن بدنه في الدنيا وروحه في السماء وفي الحديث المرفوع إذا قام العبد وهو ساجد باهى الله به الملائكة فيقول انظروا إلى عبدي بدنه في الأرض وروحه عندي رواه تمام وغيره وهذا معنى قول بعض السلف القلوب جوّالة فقلب حول الحشر وقلب يطوف مع الملائكة حول العرش قال ابن القيم ولا يبادر إلى إنكار كون البدن في الدنيا والروح في الملأ الأعلى فللروح شأن وللبدن شأن والنبي ﷺ كان بين أظهر أصحابه وهو عند ربه يطعمه ويسقيه فبدنه بينهم وروحه وقلبه عند ربه وقال أبو الدرداء إذا نام العبد عرج بروحه إلى تحت العرش فإن كان طاهرًا أذن له بالسجود فإن لم يكن طاهرًا لم يؤذن له بالسجود فهذه والله أعلم هي العلة التي أمر الجنب لأجلها أن يتوضأ إذا أراد النوم.
قال العراقي: رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان بزيادة فيه واللفظ له من رواية حماد بن أبي حميد عن مكحول عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة قال قال رسول الله ﷺ خيار أمتي فيما أنبأني العلى الأعلى قوم يضحكون جهرًا من سعة رحمة الله ويبكون سرًا من خوف شدة عذاب ربهم يذكرون ربههم في الغداة والعشي في البيوت الطيبة المساجد ويدعونه بألسنتهم رغبًا ورهبًا ويسألونه بأيديهم خفضًا ورفعًا يقبلون بقلوبهم عودًا وبدأ فمؤنتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة يدبون في الأرض حفاة على

1 / 213