138

Takhlis Cani

كتاب تخليص العاني من ربقة جهل المعاني للقطب اطفيش تحقيق محمد زمري

Géneros

العلمية: كونه علما وتفسيرها بإيراده علما تفسير باللازم البياني، إذ يترتب على كونه علما إيراده علما، أي: الإتيان به علما، أو تفسير بالمسيب، وليس كما قيل: إن العلمية مصدر المتعدي، لأن العلمية( بفتح اللام ) نسب إلى العلم النحوي ( بفتحها أيضا)، وهو من معنى العلامة، وهو لازم والمتعدي علم ( بالتشديد) أي:ميزه وجعل عليه أمارة، وعلمت الاسم ( بالتشديد) جعلته علما، والعلم مبسوط التعريف في النحو، وعرفه السعد [ التفتازاني ] بأنه وضع لشيء مع جميع مشخصاته ( بكسر الخاء)، ومشخص الشيء ما يميزه، والمراد: أحواله اللازمة التي ليس من شأنها أن تتبدل، وبها يمنع نفس تصوره من وقوع الشركة فيه، فلا يكون مجازا تتبدل أحواله غير اللازمة بعد <<فزيد>> إنما وضع علما للإنسان الذي هو أبوه فلان وأمه فلانة وجسمه هو الجسم الذي هو عليه، فلا يضره نطقه بعد عدم النطق، وكبر جسمه بعد صغره، وغلظه بعد رقته، وبياضه وحمرته بعد أن لم يكن كذلك. وهكذا وإن سمي الولد قبل أن يولد أو يرى، فمشخصاته هو كونه ولد فلان وفلانة وأنه هو ذاك الجسم المخصوص، فإنه يكفي معرفة المشخصات إجمالا، ولو على سبيل الظن والعادة، ولا يضر التخلف مثل أن يتصوره بخمس أصابع وهو بستة. والمراد بالمشخصات: ما يعم الذهنية فيدخل علم الجنس، وواضع العلم لشيء كواضع اللغة. وخرج بقوله: << وضع سائر المعارف>> لأن واضع اللغة وضعها كليات، وإنما تكون جزئيات باستعمال المتكلم بها في شيء معين، فالواضع وضع لفظ الرجل <<بأل>> لكل من عرف من الرجال، و<<الذي قام>> لكل من عهد بالقيام، و<<أنت>> لكل ذكر تخاطبه، وهكذا فتستعمل أنت ذلك في مسمى لفظ زيد فيكون جزئيا معينا باستعمالك.

Página 146