دليل آخر على تمكنه في المناظرة ومقارعة الخصوم.
٤- علم الأدب، ويبيّن لنا اهتمام المؤلِّف بالأدب وبروزه فهي أيضًا ما ذكره أبو الفتح اليونيني في ترجمة (بأنه كان أحد الفضلاء العارفين بالأدب وغيره ... وله خطب حسنة ونظم جيد) .
وقال فيه الذهبي: "بأنه كان عارفًا بالأدب وله خطب ونظم ونثر ... ".
ونقل ذلك عنه صلاح الدين الصفدي في كتابه: (الوافي بالوفيات وأراد أن يضيف على ما نقله من الذهبي بعض الأبيات الشعرية للمؤلِّف إلاّ أنّ النسخة المخطوطة لكتاب الوافي بالوفيات فيها بياض بمقدار خمسة أسطر في المكان الذي ذكرت فيها تلك الأبيات الشعرية١.
ومما يدل على سعة اطلاع المؤلِّف على الأدب والشعر استشهاده بالأبيات الشعرية في كتابه: (التخجيل) ٢ وكثرة إيراده لها.
وقد عثرت على منظومة نثرية للمؤلِّف، تظهر الناحية الأدبية فيه، وهي صيغة يمين مغلظة كتبها المؤلِّف ليحلف بها اليهود والنصارى في الشيء الخطير ونصّها كالآتي:
قال المؤلِّف - عفا الله عنه -: "يمين مغلظة يحلف بها النصارى في المال الخطير: يحضر النصراني إلى الكنيس في أوّل الصوم الكبير ويجتمع عليه مشائخ دينه فإن كان ذلك بحضرة الجاثليق٣، أو نائبه فهو أولى، ويقال له: قل: والله إله إبراهيم ماسك الكلّ، خالف ما يرى وما لا يرى، صانع كلّ شيء ومتقنه، الرّبّ لا أعبد سواه، ولا أعتقد إلاّ إيّاه ما تستحقّ عليّ شيئًا مما تدعيه على
_________
١ ر: الوافي بالوفيات ١٦/٢٥٧.
٢ ر: ص: من الكتاب المحقَّق.
٣ كبير قساوسة النصارى ورئيسهم.
1 / 43