٦- المدرسة الصالحية وهي أربع مدارس للمذاهب الأربعة بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب في عام ٦٣٩هـ.
٧- المدرسة الظاهرية وبناها الملك الظاهر بيبرس في عام ٦٦٢هـ.
وكانت هذه المدارس وغيرها تعنى بتدريس العلوم الدينية والأدبية والعقلية، كما كانت تلك المدارس والمساجد والقصور تلحق بها خزائن الكتب (المكتبات) التي تحتوي على أمّهات الكتب وأنفسها وأوسعها في سائر العلوم.
بذلك نرى أن البيئة العلمية المحيطة بالمؤلِّف ساعدته كثيرًا في تكوينه العلمي وعلى تحصيل العلم والاجتهاد فيه حتى أصبح من العلماء البارزين الذين كانت لهم التصانيف العديدة المفيدة ونال ثقة الولاة والحكام في تعيينه قاضيًا في مدينة قوص وواليًا عليها، خاصّة إذا ما علمنا أن مدينة قوص قد نشطت أثناء الحروب الصليبية حينما استولى الصليبيّون على فلسطين وعلى ثغورها فازداد خطرهم وأصبح الطريق المألوف لحجاج بيت الله الحرام غير مأمون، فأصبحت مدينة قوص من المدن الرئيسة المهمّة التي يمرّ بها حجاج بيت الله القادمين من الأندلس وشمال أفريقيا، فكثرت بها المدارس والمعاهد والمساجد وقصدها العلماء ونزلوا فيها، وبزغ منها علماء في مختلف العلوم، وكثر فيها الأدباء والشعراء؛ لأنّها أصبحت محط رحال الحجيج١.
ومن هؤلاء العلماء الذين درسوا العلم ودَرَّسوه في قوص: شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن محمود الأصفهاني توفي سنة: ٦٨٨هـ٢، وجلال الدّين أحمد بن عبد الرحمن الكندي الدشنادي توفي بقوص سنة ٦٧٧هـ٣، والقاضي
_________
١ ر: الغزو الصليبيب والعالم الإسلامي ص ٢٢٩، ٢٣٠، عليّ عبد الحليم محمود، الموسوعة الميسرة ١/١٤٠٧.
٢ ر: طبقات الشافعية ٨/١٠١، للسبكي، حسن المحاضرة ٢/١٦٤.
٣ ر: طبقات الشافعية ٨/٢٠، للسبكي.
1 / 30