الحالة العلمية:
إنّ الحوادث المؤلمة والغزوات المتكررة على العالم الإسلامي من التتار والصليبيّين تركت آثارًا سيّئة وخطيرة على الحركة العلمية، فقد قتل الأئمة والعلماء وهدمت المساجد والمدارس وأحرقت المكتبات وأتلفت الكتب، ولكن على الرغم من ذلك فإن الحركة الفكرية والثقافية في ذلك العصر كانت مزدهرة ازدهارًا كبيرًا، فقد ظهر الأئمة والعلماء والأعلام في مختلف العلوم منهم:
محمّد بن عمر بن حسين الرازي المفسر ت سنة: ٦٠٦هـ، وعبد الله بن أحمد بن محمّد بن قدامة المقدسي، ت سنة: ٦٢٠هـ، وعلي بن محمّد الشيباني المعروف بابن الأثير المؤرخ ت سنة: ٦٣٠هـ، وعلم الدين عليّ بن محمّد بن عبد الصمد السخاوي ت سنة: ٦٤٣هـ، وابن التلمساني شرف الدين عبد الله بن محمّد الفهري ت سنة: ٦٤٤هـ، وابن الحاجب عثمان بن عمر ت سنة: ٦٤٦هـ، ونجم الدين مختار بن محمود الزاهدي الغزميني ت سنة: ٦٥٨هـ، والعزّ ابن عبد السلام المعروف بسلطان العلماء ت سنة: ٦٦٠هـ، ومحمّد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري القرطبي المفسر ت سنة: ٦٧١هـ، وأبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي ت سنة: ٦٧٦هـ، وشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي ت سنة: ٦٨٤هـ، وغيرهم ممن يصعب حصرهم والإحاطة بهم.
كما نشطت مراكز علمية في الأندلس وغيرها، وانتشرت المؤلَّفات النافعة في العلوم المختلفة وتنافس الناس على اقتنائها ودراستها وقد ساعد على هذه الحركة العلمية وازدهارها عدّة عوامل من أبرزها:
_________
١- اعتناء الملوك والولاة بالعلم وتشجيعهم وإكرامهم للعلماء.
٢- تولي العلماء للمناصب المهمّة والعالية في الدّولة واحترام الناس لهم وتقديرهم.
1 / 27