كان استرجاع بيت المقدس من النصارى سببًا في قيام الحملة الصليبية السابعة التي قادها ملك فرنسا لويس التاسع١ سنة ٦٤٧هـ، ضدّ البلاد المصرية - التي كانت لها السيادة على الأماكن المقدسة - وقامت أساطيله الحربية باحتلال مدينة دمياط، ولما وصلت الأخبار بذلك إلى الملك الصالح أيوب أمر بإشهار النداء في مصر والقاهرة بالنفير عامًا، وخرج الملك الصالح بجيشه لصدّ زحف الصليبيين المتّجهين نحو القاهرة وأثناء الحرب ونشوب المعارك توفي الملك الصالح إلاّ أنّ زوجته شجرة الدر أنقذت الموقف وأخفت موته إلاّ عن بعض خاصة القواد وقامت معهم بتدبير الأمور إلى حين وصول ولي العهد الملك توران شاه بن أيوب وتوليه السلطة سنة ٦٤٨هـ، وقيادة الجيوش ضدّ الصليبيين في معركة فاصلة قاسية كنت الغلبة فيها للمسلمين والهزيمة المنكرة للصليبيين، وأسرّ فيها قائدهم الملك لويس التاسع الذي افتدى نفسه بمبلغ كبير وعاد إلى بلاده مدحورًا٢، وبذلك انتهت هذه الحملة التي تعتبر آخر الحملات الصليبية على الشرق الإسلامي.
أما عن جهاد ملوك دولة الممالك، فإن الملك الظاهر بيبرس لما تولى السلطنة في مصر أخذ يهاجم الصليبيّن ويحرر منهم الحصون والمدن كقيسارية٣، وأرسوف صفد٤، ويافا والشقيف٥، وأنطاكية وغيرها عنوة أو مصالحة، وما إن توفي الظاهر بيبرس سنة ٦٧٦هـ، حتى انحصرت الإمارات الصليبية في منطقة
_________
١ في الجوهر الثمين: إفرنسيس، وفي النجوم: ريدا فرنس.
٢ ر: الجوهر الثمين ص ٢٤٤-٢٤٨، النجوم الزاهرة ٦/٣٦٢-٣٦٨، البداية والنهاية ١٣/١٧٨، الحروب الصّليبيّة ص ١١٧-١٢٢ للعروسي.
٣ ر: الجوهر الثمين ص ٢٧٧-٢٩٢، لابن دقماق، الحروب الصّليبيّة ص ١٣١، للعروسي.
٤ مدينة بفلسطين بين يافا وحيفا. (ر: المنجد في الأعلام ص ٥٦٠) .
٥ قلعة بمدينة صفد بفلسطين. (المرجع السّابق، ص: ٤٢٧) .
1 / 20