Tajrid
شرح التجريد في فقه الزيدية
Géneros
وقد نص القاسم عليه السلام على أن الأذنين من الرأس، ودل عليه كلام يحيى عليه السلام؛ لأنه ذكر أنهما يمسحان مع الرأس من دون أن يؤخذ لهما ماء جديد.
والذي يدل على ذلك:
ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، حدثنا(1) الطحاوي، حدثنا نصر بن مرزوق، حدثنا يحيى بن الحسان، حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي/44/، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توضأ، فمسح أذنيه مع رأسه، وقال: (( الأذنان من الرأس ))(2).
وأخبرنا أبو الحسين البروجردي، حدثنا(3) أبو بكر محمد بن عمر الدينوري، حدثنا يزداد بن أسد الدينوري، حدثنا يحيى بن العريان أبو زيد الهروي الخراساني، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( الأذنان من الرأس )).
وأخبرنا أبو بكر المقرئ، حدثنا(4) أبو جعفر، حدثنا أحمد بن داود، حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: كيف الطهور؟ فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بماء فتوضأ، فأدخل اصبعيه السبابتين أذنيه، فمسح بإبهاميه ظاهر أذنيه، وبالسبابتين باطن أذنيه(5).
فهذه الأخبار كلها دالة على أن الأذنين من الرأس، وأنهما ممسوحتان مع الرأس بماء واحد.
فإن قيل: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه مسحهما بماء جديد، وكذلك روي أنه صلى الله عليه وآله وسلم مسح برأسه وصدغيه، ثم مسح أذنيه، ففصل بثم.
Página 89