============================================================
اخبار ابن مسجح 419 قلت : لما هدم ابن الزبير الكعبة أدخل فيها الحجر ، وجعل لها با بين لمولف فمدم ابن الزبير الكمية متقابلين يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر ، وذلك لحديث بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أنه قال عليه السلام لعائشة رضى الله عنها : لولا أن قومك حديثو عهد بالݣفر لأدخلت الحجر فيها ، وجعلت لها بابين يدخل من أحدها ويخرج من الآخر . وبقى الأمر على ذلك إلى آخر أيام أبن الز يير، فلما قتل وصف الأمر لعبد الملك بن مروان ، وولى الحجاز الحجاج بن يوسف، هدم الحجاج الكعبة ثانيا وأخرج منها الحجر وأبقى لها بابا واحدا ، على الأمر الذى كانت عليه فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولم يعرض للكعبة شرفها الله بعد ذلك شىء إلى سنة سبع عشرة وثلثمائة ، فى خلافة المقتدر، فقصدها أبو طاهر القرمطى الجنابى (1)، لعنه الله ، صاحب هجر ، فى الموسم ، فقتل الناس فى الطواف وألقى جثث القتلى بزمزم ، واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى هجر ، وبقى عنده إلى أن هلك وولى أولاده . ثم اشترى منهم بمبلغ كبيرورد إلى موضعه (3) .
وذ كر أن عبد الملك بن مروان بلغه أن عبدا أسود يقال له : سعيد بن مسجح، اتصاله بمبد المك
قد أفسد فتيان قريش وأنفقوا عليه أموالهم ، فكتب إلى عامله بمكة : أن أقبض ما له وسيره . ففعل . فتوجه أبن مسجح إلى الشأم . فلما دخل مسجدها سأل : من أخص الناس بأمير المؤمنين ؟ فقيل : هؤلاء النفر من قريش وبنى كمه .
فوقف عليهم وسلم . ثم قال : يا فتيان ، هل فيكم من يضيف رجلا غريبا من أهل الحجاز؟ فنظر بعضهم إلى بعض، وكان عليهم موعد أن يذهبوا إلى قينة يقاللها : " برق الأفق" فتثاقلوا به إلا فتى منهم تذم (3) . فقال له : أنا أضيفك ، وقال (1) هو أبو طاهر سليمان بن الحسن بن بهرام الحنابى، زعيم القرامطة. ينسب إلى جنابة بلد فى فارس . مات سنة 332ه (2) كان ذلك سنة (339 ه) أيام المطيع لله .
(3) تنمم : خشى الذم واللوم .
Página 422