============================================================
تجريد الأغانى 92 حبابة، وكانت قد أخذت الغناء عنه وأحسنت إليه ، فناح عليها. ثم ناح بعدها على يزيد بن عبد الملك، ثم لم ينح بعده حتى هلك :..
ا: ولما عدل ابن سريج عن التوح إلى الغناء ، عدل معه الغريض إليه ، فكان لا يفتى صوتا إلا عارضه فيه: (1) وعطاه بن سه أبه رين وذكر آن عطاء بن أبى رباح لقي ابن شريج، بذى طومى (11 ، وعليه ثياب مصبغة ، وفى يده جرادة مشدودة الرجل بخيظ ، يطيرها ويجذبها كلما تخلفت .
ققال له عطاء: يافتان ، ألا تكن عما أنت عليه ! كفي الله الناس مثوتك : قال أبن بريج : وما على الناس من أن تكون ثيابى ملؤنة ولعبى بجرادتى ؟
قال له : تفتشنهم أغانيك الخبيقة . فقال له ابن سريج : سألتك بحق من تبعته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبحق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك" 9 ألا سمعت منى بيتا من الشعر، فإن سمعت منكرا أمرتنى بالإمساك عما أنا عليه ، 4 وأنا أقسم بالله وبحق هذه البنية لئن أمرتنى بعد استماعك منى بالإمساك عما أنا عليه لأفعلن ذلك . فأطبع ذلك عطاء فى أبن سريج ، وقال : قل . فاندفع يغتى
من شعر جرير: 4 إن الذين غدؤا بلبك غادروا وشلا بعينك لا يزال معينا (2) غيضن من عبراتهن وقلن لى ماذا لقيت من الهوى ولقينا( فلما سمعه أضطرب اضطرابا شديدا ودخلته أزيحية ، فحلف ألا يكلم ه أحدا بقية يومه إلا بهذا الشعر، وصار إلى مكانه من المسجد الحرام . فكان كل من يأتيه سائلا عن حلال أو حرام أو خبر من الأخبار، لا يجيبه إلا بأن يضرب إحدى يديه على الأخرى وينشده هذا الشعر . ولم يعاود أبن شريج بعدها ولا تعرض له.
(1) ذوطوى : موضع عند مكة (2) الوشل : الماء القليل والكثير، وكذلك الدمع . والمراد هنا : الدمع الكثير. والمعين: الجارى السائل على وجه الأرض .:: (3) غيضن من عبرائهن : أرسلن دموعهن حى تزفا
Página 103