برسيا :
هذا حيوان لا شك فيه. يتكلم بلا انقطاع عن جواده، ويتباهى بأنه ينعل الدابة بيده، ويتقن. حتى لأخشى أن تكون أمه قد عثرت عثرة بين يدي أحد البياطرة.
نريسا :
يليه الكنت البالاتي.
برسيا :
هذا رجل سحنته متشبعة من حسن ظنه بنفسه، كأنه يخيرك: «أترتضين بي أم لا ترتضين؟ أبيني.» يسمع أظرف السير بلا تبسم، وأخاف لشدة كآبته في شبابه أنه إذا بلغ أخريات أيامه عاش عيشة الفيلسوف الباكي. لأوثر علي الواحد من هذين أن اقترن برأس ميت، في فمه قطعة من العظم.
نريسا :
كيف تقولين في الشريف الفرنسوي المسيو ليبون؟
برسيا :
هكذا خلقه الله، ولا اعتراض لي علي وجود مثله بين الرجال. أعرف أن سخرية المرء من أخيه خطيئة، لكن ذلك الرجل أكرم حصانا من النابلي، وأقبح عبوسة من الكنت البالاتي، هو كل شيء ولكن لا شيء. إذا تغنى الشحرور ترقص له، وإذا لقي ظله بارزه، فاقتراني به إنما هو اقتران بعشرين زوجا. ولو احتقرني لغفرت له، إذ لو أحبني إلى الجنون لما أصاب مني سوى الاحتقار.
Página desconocida