Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada
تعجيل الندى بشرح قطر الندى
Géneros
لما فرغ المصنف من القول في الاسم والفعل، شرع في الكلام على الحرف، فذكر أنه يعرف بأنه لا يقبل شيئًا من علامات الاسم ولا علامات الفعل، نحو: (هل) و(بل) . فعلامة الحرف عدمية. وهي كونه لا يقبل شيئًا من علامات الاسم ولا شيئًا من علامات الفعل.
قوله: (ولَيْسَ مِنْهُ (مَهْمَا) و(إِذْ ما)، بَلْ (ما) المَصْدَرِيَّةُ و(لَمَّا) الرَّابِطَة في الأَصَحِّ) .
هذا في بيان أن هذه الكلمات الأربع مختلف في اسميتها وحرفيتها.
فأما (مهما) فهي اسم شرط جازم على الأرجح. والدليل على اسميتها قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ﴾ (١) فـ (الهاء) من (به) عائدة على (مهما) . والضمير لا يعود إلا على الأسماء. (٢)
وأما (إذ ما) فهي اسم شرط جازم - كذلك - على ما رجحه المصنف. وتفيد الزمان مثل: (متى) لأنها قبل دخول (ما) اسم. والأصل بقاء الشيء على ما كان عليه. نحو: إذ ما تقم أقم.
وقيل: إنها حرف بمنزلة (إن) الشرطية وهذا هو الأصح، كما ذكر المصنف نفسه في (أوضح المسالك) . وسنذكر ذلك - إن شاء الله - في جوازم المضارع.
_________
(١) سورة الأعراف، آية: ١٣٢.
(٢) يقابل هذا القول الراجح، القول بأنه حرف شرط بمنزلة (إن) بدليل أنه لا محل لها من الإعراب في قول الشاعر: -
ومهما تكن عند امرئ من خليقة ......وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ
لأنها لو كانت اسمًا لكانت إما مبتدأ وإما مفعولًا مقدمًا، وكلاهما ممتنع في هذا البيت. أما الأول فلعدم الضمير العائد عليها في (تكن) وأما الثاني فلأن الفعل (تكن) لا ينصب المفعول به، وهذا الإعراب مردود، بل هي إما خبر (تكن) و(خليقة) اسمها. وإما مبتدأ واسم تكن ضمير راجع إليها. والظرف خبر.
1 / 23