أديل [١] منه منوشهر، فنفاه عن بلاده، وعاد إلى ملكه.
وكان منوشهر موصوفا بالعدل والإحسان. وهو أوّل من عرف خندق الخنادق وجمع آلة الحروب، وأوّل من وضع الدّهقنة، فجعل لكل قرية دهقانا، [٢] وجعل أهلها عبيدا وخولا [٣]، وألبسهم لباس المذلّة، وأمرهم بطاعته. ولما قوى سار نحو التّرك وطالب دم جدّه إيرج بن أفريذون، فقتل طوج بن أفريذون وأخاه سرما، وأدرك ثأره وانصرف.
ثم نشأ فراسياب [٤] بن ترك الذي ينسب إليه الترك من ولد طوج بن أفريذون، فحارب [١٩] منوشهر، وحاصره بطبرستان. ثم إن منوشهر وفراسياب اصطلحا، وضربا بينهما حدّا لا يجاوزه واحد منهما، وهو نهر بلخ- والفرس تحكى في ذلك حكايات [٥] لا فائدة في إيرادها- فانقطعت الحرب بين فراسياب ومنوشهر.