53

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Géneros

.فصل طعن قوم في القرآن لاختلاف القراءات، وقد اختلف فيما روي: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف». فقيل هي: وعد، ووعيد، وحلال وحرام، ومواعظ، وأمثال. واحتجاج؛ وقيل حلال وحرام، وأمر، ونهي، وخبر عن ماض وعن آت، وأمثال؛ وقيل سبعة أوجه من اللغات متفرقة فيه، وقيل في كلمة، ولذا كان معجزا عن معارضته، مع توفر دواعي العرب إلى تحديه، وأنفتهم على من تحداهم في أمر، فأقوى الناس فيه من البلاغة والبراعة.

وفي كونه معجزا بنظمه، أو بمعناه أو بهما خلاف في محله، وكيف لا يعجزهم وهو كلام الله. والله أعلم.

الباب السادس عشر

في المحكم والمتشابه، وذكر شيء مراد به غيره

فقيل المحكم هو الناسخ، والمتشابه هو المنسوخ. وقيل المحكم هو الفرائض، والوعد، والوعيد، والمتشابه هو القصص والأمثال، وقيل هو: {ألم} (سورة البقرة: 1 ) و {المص} (سورة الأعراف: 1)، ونحوهما.

والمحكم ما تأويله تنزيله، تقع في القلب معرفته عند سماعه، وهو عندنا ماعلق حكمه بظاهره ولا يحتمل وجهين نحو: {لم يلد ولم يولد...} (سورة الإخلاص: 3)، {حرمت عليكم أمهاتكم...} (سورة النحل: 78)، {ليس كمثله شيء...} (سورة الشورى: 11)، { وما خلقت الجن و الإنس [إلا ليعبدون]...}الآية (سورة الذاريات: 56).

والمتشابه مالا يعلم المراد به في ظاهر تنزيله نحو: {يا حسرتى على مافر طت في جنب الله...} (سورة الزمر: 56)، {تجري بأعيننا...} (سورة القمر: 14)، وغير ذلك مما يرجع به إلى احتمال التأويل، ويصرف عن ظاهره كما يعلم بالوقوف على الكشاف وغيره.

Página 53