145

Taj Manzur

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Géneros

ومن الكبر حرمان الحق وعمى القلب عن المعرفة، قال تعالى: {سأصرف عن آياتي} الآية (سورة الأعراف: 146)؛ وفي الكبر الخزي والهوان، والمتكبر -قيل- لا يخرج من الدنيا حتى يهان ولو عند خدمه، والحريص لا يخرج منها حتى يحوج إلى كسرة أو شربة ولا يجد مساغا لها، ولا المختال حتى يتمرغ في بوله وقذره.

ومن تكبر بغير حق، أورثه الله ذلا بحق، وعذبه بالنار؛ فالكبر خاطر في رفع النفس، ضد التواضع، فتواضع العامة الاكتفاء بالدون من الملبس والمسكن والمركب ونحوها، والخاصة تقرير النفس على قبول الحق، والكبر ضد ذلك.

والبطن أكثر الأعضاء شغلا ومؤونة وأشدها إصلاحا، لأنه المنبع والمعدن، ومنه تهيج الأشياء في الأعضاء من قوة وضعف وعفة وجماع، فيجب أن يصان عن الحرام والفضول، ولا يصلح لخدمة المولى إلا طاهر، فأكل الحرام محروم، وإن اتفق له فعل خير فهو مردود، والفضول آفة العبادة؛ فمن كثرة الأكل قسوة القلب، وذهاب نوره، وتهيج الأعضاء، فأفعال العبد وأقواله على حسب طعامه وشرابه.

وقيل: إن سكرات الموت على قدر لذات الحياة، فاجتناب الحرام وهو ما كان ملكا للغير واجب إلا بحق، والشبهة وهو المتردد بين الحلال والحرام في الشبه مستحب.

[77] ويكفي في الحذر من الدنيا ما يعاينه العاقل من فعلها بغيره، وفي الاحتراز من الشيطان أنه لم ينفع إن أطيع، ولم يضر إن عصي، ففي مخالفته راحة وفي مخالطة الخلق إفك، إن وافقتهم أثمت وإن خالفتهم تعبت وكدروا عليك أمرك، فإن مدحوك خيف عليك من العجب، وإن ذموك خيف عليك الحزن والغضب لغير الله.

Página 145