La Corona de la Separación en el Embellecimiento de los Eruditos del Oriente

Abu Yazid Khalid ibn Isa ibn Ahmad Khalid ibn Isa al-Balawi d. 767 AH
115

La Corona de la Separación en el Embellecimiento de los Eruditos del Oriente

تاج المفرق في تحلية علماء المشرق

وقرأت وسمعت عليه نحو الأربعين مجلدا في أنواع مختلفة وصححها لي بخطه وجازني الإجازة التامة، ومما قرأت عليه بلفظي لعلوه فيه جميع الأربعين حديثا السباعية الفراوية النيسابورية، وجميع الأربعين حديثا البلدانية السلفية وجميع الأربعين حديثا الودعانية غيرها، مما قد استوفيته في غير هذا (، وأخبرني أنه قرأ جميع الأربعين البلدانية السلفية على الشيخ الإمام الكبير كمال الدين أبي الذكر احمد بن رضى الدين أبي محمد عبد القادر بن المعالي رافع بن أبي الذكر احمد بن الدمراوي بحق سماعه لها من الشيوخ لثلاثة العلماء الأئمة أبي الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمداني، والشيخ جمال الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي بن الحاسب سبط الحافظ السلفي رشيد الدين أبي محمد عبد الوهاب بن رافع بن علي عرف والده برواح بسماعهم الثلاثة من الحافظ أبي طاهر السلفي المخرج المذكور رحم الله جميعهم بمنه، ومولده ﵁ في الرابع عشر من شعبان المكرم سنة اثنين وستين وستمائة وعنه أخذت خرقة التصوف ولبستها من عنده ومن يده كما لبسها من شيخه الإمام الأوحد قطب الدين أبي بكر محمد بن احمد القسطلاني ﵀ سنده المخرج في تأليفه الذي سماه ارتقاء الرتبة باللباس والصحبة، وقد أخذت عنه عن شيخه هذا قراءة وتصحيحا ومن أصل المؤلف قطب الدين المذكور نقلته ومما أنشدني غير مرة لشيخه قطب الدين أبي بكر قال أنشدنيها غير مرة: إذا المرء ربى نفسه بمراده ... فقد شاد بنيانا على غير أسه ومن لم تربيه الرجال وتسقه ... لبانا لهم قد رد من ثدي قدسه فذاك لقيط ما له نسبة الورى ... ولا يتعدى المرء أبناء جنسه وان شاب من بعد هذا رياسة ... فقد سكن الداء العضال برأسه فكن قاطعا أن ليس يفلح دهره ... إذا كان ممن ذاق طعما لنفسه وأنشدني الشيخ الإمام الكبير الشهير شهاب الدين السهروردي وهو غير صاحب كتاب عوارف المعارف: أبدًا تحن إليكم الأرواح ... ووصالكم ريحانها والراح وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم ... وإلى جميل جمالكم ترتاح وارحمه للعاشقين تحلموا ... ثقل المحبة والهوى فضاح بالسر أن تباح دماؤهم ... وكذا دماء البائحين تباح وأنشدني للملك الكامل ﵀: طوا مغرما من أجلكم واصل الضنى ... وفي حبكم طيب المنام فقد فقد أثار الهوى نارا تشب بقلبه ... فكيف بإطفاء الغرام وقد وقد وأنشدني للإمام أبي عبد الله الشافعي ﵁: رضيت من الدنيا بقوت وخرقه ... وأشرب من كوز حوافيه تكسر فقل لبني الدنيا اعزلوا من أردتم ... وولوا وخلوني على البعد أنظر وأخبرني بسنده فيه قال أتى رجل أعرابي إلى النبي ﷺ يقال له عنبسة الهلالي فقال يا محمد أني قلت شعرا أفتسمع مني فقال النبي ﷺ قل فأنشده: وحي ذوي الأظعان تسبى عقولهم ... تحيتك الحسنى فقد يرقع النعل فإن هتفوا بالقول فأعف تكرما ... وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل فإن الذي يوذيك منه استماعه ... كأن الذي قالوا وراءك لم يقل

1 / 115