El libro de la corona en la ética de los reyes

Al-Yahiz d. 255 AH
176

El libro de la corona en la ética de los reyes

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Investigador

أحمد زكي باشا

Editorial

المطبعة الأميرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Ubicación del editor

القاهرة

أبصر بمكايده وعوراته. فأبى عليه ملك الروم، وقال: بل أقم في دار مملكتي حتى أتولى أنا محاربته بنفسي. فقال شهر براز: أما إذ أبيت علي، فإني مصور لك صورةً، فاعمل بما فيها، وامتثلها. ثم صور له كل منزلٍ ينزله بينه وبين أبرويز في طريقه كله، وأي المنازل ينبغي له أن يقيم فيه، وأيها يجعلها طريقًا وسيرًا ماضيًا، حتى إذا أقامه من طريقه كله على مثل وضح النهار، قال له: فإذا صرت بالنهروان، فأقم دونه، ولا تقطعه غليه، واجعله منزلك، وجهز جيوشك وعساكرك إليه. فمضى ملك الروم نحوه. وبلغ أبرويز الخبر، فضاق به ذرعه، وارتج عليه أمره، فكان أكثر جنوده قد تفرقوا لطلب المعاش، لقطعه عنهم ما كان يجب لهم من إقطاعاتهم وأرزاقهم. فبقي في جندٍ كالميت، أكثرهم هزلى أضراء. وكان ملك الروم يعمل على ما صوره له شهر براز في طريقه كله، حتى إذا أشرف على النهروان، عسكر هناك، واستعد للقاء أبرويز. وقد بلغه قلة جموعه، وتفرق جنوده، وسوء حال من بقي معه. وكان في أربعمائة ألفٍ، قد ضاقت بهم الفجاج والمسالك، فطمع في قتل أبرويز ولم يشك في الظفر به. فدعا أبرويز رجلًا من النصارى، كان جده قد أنعم على جد النصراني واستنقذه من القتل أيام قتل ماني وكان من أصحابه الذين استجابوا له، فقال له أبرويز: قد علمت ما تقدم من أيادينا عندكم، أهل البيت قديمًا وحديثًا. قال: أجل أيها الملك! وإني لشاكر ذلك لك ولآباءك. قال: فخذ هذه العصا، وامض بها إلى شهربراز، فأته في قرار

1 / 184