La Corona del Esposo
تاج العروس
Investigador
جماعة من المختصين
أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ، وَفِي صِحَاح الْجَوْهَرِي: قَالَ الْأَصْمَعِي: كنت فِي مَجلس شُعبه فروى الحَدِيث قَالَ: تَسْمَعُونَ جَرْش طير الْجنَّة. بالشين الْمُعْجَمَة، فَقلت: جَرْس، فَنظر إليّ وَقَالَ: خذوها مِنْهُ، فَإِنَّهُ أعلم بِهَذَا منا. وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن نَاصِر الدِّمَشْقِي فِي رِسَالَة لَهُ: إِن ضبط القَلَم لَا يُؤْمَن التحريفُ عَلَيْهِ، بل يتطرَّق أَوْهَامَ الظانِّين إِلَيْهِ، لَا سيّما من عِلْمه من الصُّحف بالمطالعة، من غير تَلَقٍّ من الْمَشَايِخ، وَلَا سُؤال وَلَا مُرَاجعَة. وقرأت فِي كتاب الْإِيضَاح لما يُستدرك للإصلاح كتاب الْمُسْتَدْرك لِلْحَافِظِ زين الدّين الْعِرَاقِيّ بِخَطِّهِ نقلا عَن أبي عَمْرو ابْن الصَّلاح مَا نصُّه: وَأما التَّصْحِيف فسبيل السَّلامة مِنْهُ الْأَخْذ من أَفْوَاه أهلِ العِلم والضبط، فَإِن من حُرم ذَلِك وَكَانَ أخذُه وتعلُّمه من بطُون الْكتب كَانَ من شَأْنه التحريف، وَلم يُفلِتْ من التبديل والتصحيف، وَالله أعلم.
(على أَنِّي لَو رُمْتُ) أَي طَلبت (للنِّضال) مصدر ناضَلَه مُنَاضلَةً إِذا بَارَاه بالرَّمْيِ (إيتارَ القَوْس) يُقَال أَوْتَر القوْسَ إِذا جعل لَهُ وَتَرًا (لأنشدت) أَي ذكرت وقرأت، وَقد تقدم فِي المقدّمة أَنه يُقَال فِي رِوَايَة الشّعْر أنشدنا وَأخْبرنَا (بيتَيْ) مُثَنَّى بَيْت (الطائيِّ) نِسبَة إِلَى طيّئ كسيّد، على خِلاف الْقيَاس، كَمَا سَيَأْتِي فِي مادته، وَهُوَ أَبُو تَمام (حَبيب ابْن أَوْس) الشَّاعِر الْمَشْهُور، صَاحب الحماسة العجيبة، الَّتِي شرحها المرزوقي والزمخشريّ وَغَيرهمَا، وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ أَبُو حَيّان، أَنا لَا أَسمع عَذلًا فِي حبيب، وَيُقَال: إِنَّه كَانَ يحفظ عشرَة آلَاف أُرجوزة للْعَرَب غير القصائد والمقاطيع، وَله الدِّيوَان الْفَائِق الْمَشْهُور الجامعُ لحُرّ الْكَلَام ودُرِّ النظام، ولد بجَاسم، قريةٍ من دمشق سنة ١٩٠، وَتُوفِّي بالموصل سنة ٢٣٢ وَقيل غير ذَلِك، والبيتان اللَّذَان أَشَارَ إِلَيْهِمَا المُصَنّف قد قدَّمنا إنشادهما آنِفا، هَذَا هُوَ الظَّاهِر الْمَشْهُور على أَلْسِنَة النَّاس، وَهَكَذَا قرَّر لنا مَشَايِخنَا، قَالَ شَيخنَا: وَيُقَال إِن المُرَاد بالبيتين قَول أبي تَمام:
1 / 90