La Corona del Esposo
تاج العروس
Investigador
جماعة من المختصين
هَا هُنَا وَمن أَوْقفك، فَكتب إِلَيْهِ: هما وَاحِد. قَالَ أَبُو زيد: لَقِيَنِي الْخَلِيل فَقَالَ لي فِي ذَلِك فَقلت لَهُ: إِنَّمَا يُقَال مَنْ وَقَفَك، ومَا أوقفك، قَالَ: فَرجع إِلَى قولي، وَأما وَفَاته وبقيّة أسانيده فقد تقدّم فِي المقدّمة. وَيُوجد هُنَا فِي بعض النّسخ بعد قَوْله أَبُو زيد " وَجَمَاعَة " أَي مِمَّن تبعه وَرَأى رأْيه (إِذا جَاوَزت) أَنت أَيهَا النَّاظر فِي لُغَة الْعَرَب (المَشَاهِير) جمع مَشْهُور، وَهُوَ الْمَعْرُوف المتداول (من الْأَفْعَال) وَهِي الاصطلاحية (الَّتِي يَأْتِي) فِي الْكَلَام (ماضيها) الاصطلاحي (على فَعَل) بِالْفَتْح وَلم تكن عينه أَو لامه حرفا من حُرُوف الْحلق، وَلَا تعرض مضارِعه كَيفَ هُوَ بعد الْبَحْث عَنهُ فِي مظَانّه فَلَا تَجدهُ (فَأَنت فِي الْمُسْتَقْبل) حِينَئِذٍ (بالخِيار) أَي مخيّر فِيهِ (إِن شِئْت قُلْت يَفْعَلُ بضمِّ الْعين، وَإِن شِئْت قلت يفعِل بِكَسْرِهَا) وَفِي نُسْخَة " بِكَسْر الْعين " فالوجهانِ جائزان: الضمُّ وَالْكَسْر. وهما مستعملان فِيمَا لَا يُعْرَف مستقبله ومُتساويان فِيهِ، فكيفما نطقت أصبت، وَلَيْسَ الضَّم أولى من الْكسر، وَلَا الْكسر أولى من الضَّم، إِذْ قد ثَبت ذَلِك كثيرا، قَالُوا حشَر يحشِر ويحشُر، وزمَر يزمِر ويزمُر، وقَمرَ يقمِر ويقمُر، وفَسَق يفسِق ويفسُق، وفسَد يفسِد ويفسُد، وحسَر يحسِر ويحسُر، وعرَج يعرِج ويعرُج، وعكَف يعكِف ويعكُف، ونفَر ينفِر وينفُر وغدَر يغدِر ويغدُر، وعثَر يعثِر ويعثُر، وقدَر يقدِر ويقدُر، وسفَك يسفِك ويسفُك إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول إِيرَاده، وَفِيه لغتانِ. وَفِي البغية: قَالَ أَبُو عمر إِسْحَاق بن صَالح الجَرمي، سَمِعت أَبَا عُبَيْدَة مَعمَر ابْن المثنَّى يروي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء قَالَ: سَمِعت الضَّم والكَسْر فِي عامَّة هَذَا الْبَاب، لَكِن رُبمَا اقتُصر فِيهِ على وَجْهٍ واحِد لَا بدَّ فِيهِ من السماع، وَمِنْهُم من قَالَ جَوَاز الْوَجْهَيْنِ الضمّ وَالْكَسْر إِنَّمَا يكون عِنْد مجاوَزة الْمَشَاهِير من الْأَفْعَال، وَأما فِي مَشْهُور الْكَلَام فَلَا يتعدّى مَا أتَت الرِّوَايَات فِيهِ كَسْرًا، كضرَب يضرِب، أَو ضما نَحْو قتل يقتُل، ويريدون بمجاوزة الْمَشَاهِير أَن يَرِد عَلَيْك فِعل لَا تعرف مُضارعَه كَيفَ هُوَ بعد الْبَحْث
1 / 84