وضعت الخادمة أمام الخالة إيميلي طبقا به كومة عالية من الدجاج المقلي المحاط بفطائر الذرة. أحجم عن الكلام أثناء تقديم الطعام للجميع. قالت الخالة إيميلي: «لقد نسيت أن أخبرك يا جيف، يتعين علينا الذهاب إلى سكيرديل يوم الأحد.» «أوه يا أمي، إنني أكره الخروج يوم الأحد .» «إنه كالطفل المطيع عندما يتعلق الأمر بالمكوث في المنزل.» «ولكن يوم الأحد هو اليوم الوحيد الذي أقضيه في المنزل.» «حسنا، هذا ما جرى: كنت أحتسي الشاي مع فتيات هارلاند في صالة ميلارد، ولك أن تخمن من كانت تجلس في الطاولة بجوارنا، إنها السيدة بوركهارت ...» «هل هي السيدة جون بي بوركهارت؟ أليس أحد نائبي رئيس بنك ناشونال سيتي؟» «جون رجل لطيف وله مستقبل واعد في وسط المدينة.» «حسنا، كما كنت أقول يا عزيزي، فقد قالت السيدة بوركهارت إنه علينا الذهاب وقضاء يوم الأحد معهم ولم أستطع أن أرفض.»
تابع السيد ويلكينسون: «كان أبي الطبيب الخاص بالهرم يوهانس بوركهارت. كان الرجل الهرم سيئ الطبع، وقد كون ثروته من تجارة الفراء قبل وقت بعيد في زمن الكولونيل أستور. كان مصابا بالنقرس وكان يسب سبابا بشعا ... أتذكر رؤيته ذات مرة، حيث كان رجلا أحمر الوجه ذا شعر أبيض طويل وقلنسوة حريرية فوق رقعته الصلعاء. كان لديه ببغاء يدعى توبياس، وكان الناس السائرون في الشارع لا يستطيعون مطلقا معرفة ما إذا كان ما يسمعونه من سباب قادما من توبياس أم من القاضي بوركهارت.»
قالت الخالة إيميلي: «آه حسنا، لقد تغيرت الأحوال.»
جلس جيمي في كرسيه شاعرا بوخز في ساقيه. أصابت أمي سكتة دماغية وسأرجع الأسبوع القادم إلى المدرسة. الجمعة، السبت، الأحد، الإثنين ... يرجع هو وسكيني من عند البركة حيث كانا يلعبان بالعلاجيم الواثبة، وكانا يرتديان بذلتيهما الزرقاوين لأنهما كانا في فترة بعد ظهيرة يوم الأحد. كانت الشجيرات الدخانية مزهرة خلف الحظيرة. كان الكثير من الصبية يضايقون هاريس الصغير؛ إذ كانوا ينادونه إيكي لأنهم كانوا يعتقدون أنه يهودي. علا صوته في أنين غنائي: «كفى يا رفاق، كفى. إنني أرتدي أفضل بذلة لدي يا رفاق.»
بأصوات استهزاء زامرة: «أوه السيد سولومون ليفي يرتدي أفضل الثياب اليديشية من متاجر التخفيضات. هل اشتريتها من المتاجر التي تبيع كل شيء بخمسة أو 10 سنتات.» «أراهن أنه حصل عليها في تخفيض ناري.» «إذا كان قد حصل عليها في تخفيض ناري فإن علينا أن نطفئه بالمياه.» «لنفتح المياه على سولومون ليفي.» «أوه، كفى يا رفاق.» «اخرس، لا تصرخ عاليا هكذا.»
همس سكيني: «هم يمزحون فحسب، لن يؤذوه.»
حمل إيكي مرفسا وزاعقا إلى البركة، ووجهه الأبيض الذي بللته الدموع للأسفل. قال سكيني: «إنه ليس يهوديا على الإطلاق. ولكني سأخبركم من اليهودي، إنه ذلك البدين كبير البطن سوانسون.» «كيف عرفت؟» «أخبرني رفيق غرفته.» «يا إلهي، ولكنهم سيرمونه.»
ركضوا في جميع الاتجاهات. كان هاريس الصغير بشعره المليء بالوحل يزحف إلى الضفة، والمياه تنساب من كمي معطفه.
كانت هناك صلصة شوكولاتة ساخنة مع الآيس كريم. «كان رجل أيرلندي واسكتلندي يسيران في الشارع، وقال أيرلندي للاسكتلندي: هيا بنا نتناول مشروبا يا ساندي ...» كانت رنات جرس الباب الأمامي المتواصلة تشتت انتباههم عن قصة زوج الخالة جيف. عادت الخادمة الملونة مضطربة إلى غرفة الطعام وبدأت تهمس في أذن الخالة إيميلي. «... وقال الاسكتلندي: يا مايك ... ما الأمر؟» «إنه السيد جو يا سيدي.» «تبا.»
قالت الخالة إيميلي مسرعة: «حسنا، ربما يكون على ما يرام.» «إنه مخمور بعض الشيء يا سيدتي.» «لم سمحت له بالدخول بحق الشيطان يا سارة؟» «لم أسمح له، لقد دخل من نفسه.»
Página desconocida