يسمع صوته متثاقلا وسط طنين أذنيه، وهو يقول: «أتمانع أن أجلس هنا دقيقة لقراءة تلك الصحيفة؟» «تفضل.» «يحمي أصدقاء باركر ...»
تتلوى الطباعة السوداء أمام عينيه. الروس ... «يلقي الرعاع الحجارة» ... (إرسال خاص إلى «هيرالد») ترينتون، نيوجيرسي. •••
ناثان سيبتس، صبي في الرابعة عشرة من عمره، ينهار اليوم بعد أسبوعين من الإصرار على إنكار إدانته، ويعترف للشرطة بأنه كان مسئولا عن موت أمه المسنة القعيدة هانا سيبتس، بعد مشاجرة في منزلهما بطريق جيكوبز كريد، على بعد ستة أميال شمال هذه المدينة. كان محتجزا في هذه الليلة في انتظار إجراء هيئة المحلفين الكبرى. «دعم بورت آرثر في مواجهة العدو ... تفقد السيدة ريكس رماد زوجها».
في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من مايو وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف، رجعت إلى المنزل بعد أن نمت في المدحلة البخارية طوال الليل، وصعدت إلى غرفتي لأحظى بمزيد من النوم. كنت قد غفوت لتوي عندما صعدت أمي لغرفتي وطلبت مني النهوض مهددة بأنني إن لم أنهض فسترمي بي في الأسفل. أمسكت أمي بي بقوة لتلقيني في الأسفل. ألقيت بها أولا وسقطت في القاع. نزلت الدرج فوجدت أن رأسها كان ملتويا على أحد جانبيه. ثم رأيت أنها قد ماتت، فعدلت عنقها وغطيتها بملاءة. •••
طوى بود الجريدة بعناية، ووضعها على الكرسي وغادر محل الحلاقة. كان الهواء بالخارج تفوح منه رائحة الحشود، زاخرا بالضوضاء وضوء الشمس. لم يكن إلا كإبرة في كومة من القش ... تمتم عاليا: «وأنا في الخامسة والعشرين من عمري.» يفكر في الصبي البالغ الرابعة عشرة من العمر ... ويسير بخطى أسرع على طول الأرصفة الصاخبة حيث تلقي الشمس بأشعتها عبر السكة الحديدية المرتفعة، مخططة الشارع الأزرق بشرائط صفراء مشتعلة ودافئة. ليس سوى إبرة في كومة من القش. •••
جلس إد تاتشر متحدبا فوق مفاتيح البيانو مدندنا بلحن «موسكيتو باريد». تدفق ضوء الشمس لفترة ما بعد ظهيرة يوم الأحد مغبرا عبر ستائر النافذة الدانتيل الثقيلة، وتلوى على الورود الحمراء للسجادة، ونشر خيوطه في أرجاء الردهة غير المرتبة. جلست سوزي تاتشر مسترخية بجوار النافذة تشاهده بعينين زرقاوين بدرجة تبدوان معها فاقعتين على وجهها الشاحب. بينهما، تخطو إلين الصغيرة بأناة راقصة وسط ورود الحقل المشمس على السجادة. أمسكت بيديها الصغيرتين فستانها الوردي المكشكش، وقالت بين الحين والآخر بصوتها الصغير وفي نبرة إصرار: «انظري إلي يا أمي.»
قال تاتشر، وهو لا يزال يعزف: «انظري للطفلة. إنها راقصة باليه صغيرة مثالية.»
ثمة صحائف من جريدة يوم الأحد ملقاة حيث سقطت من الطاولة، بدأت إلين في الرقص عليها، ممزقة إياها أسفل قدميها الصغيرتين الرشيقتين.
أنت سوزي من فوق كرسيها المخملي الوردي، قائلة: «لا تفعلي ذلك يا عزيزتي إلين.» «ولكني يا أمي يمكنني أن فعل ذلك وأنا أرقص.» «قلت لك لا تفعلي ذلك.» انتقل إد تاتشر إلى عزف لحن «باركارول». كانت إلين ترقص على اللحن، مؤرجحة يديها معه، وممزقة الجريدة بقدميها الرشيقتين. «أرجوك يا إد احمل الطفلة؛ إنها تمزق الجريدة.»
أنزل أصابعه في نغمة متراخية. «يجب ألا تفعلي ذلك يا عزيزتي. فأنا لم أنته من قراءتها بعد.»
Página desconocida