Bajo la Bandera del Corán
تحت راية القرآن
Editorial
المكتبة العصرية-صيدا
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Doctrinas y sectas
على أن الدكتور طه يقول في صفحة ٥٤: كان الأنصار يكتبون هجاءهم
لقريش ويحرصون على أن لا يضيع. . .
فكيف ضاعت إذن " الكثرة المطلقة "؟ وما يمنع قريشًا أن يكتبوا هجاءهم
كما فعل الأنصار؛ وإذا كانوا يكتبون مثل هذا فذلك نص على أنه لا حرج من روايته!
لقدكتب شيخ الأدب صديقنا الأمير شكيب أرسلان مافيه الكفاية للرد
على أستاذ الجامعة في بناء التاريخ على التحكم والافتراض وزعمه أن المسلمين محوا شعر النصارى واليهود أوتسببوا بمحوه؛ فلا نطيل في هذا المعنى، غير أننا نضيف إلى ما قاله شيخنا الجليل أنه لما أسر سهيل بن عمرو من مشركي قريش، وكان أعلم - أي مشقوق الشفة السفلى - وأرادت قريش فداءه، قال عمر بن الخطاب للنبي ﷺ: "انتزع ثنيتي سهيل بن عمرو السفليين يدلع لسانهُ فلا يقوم عليك خطيبًا في موطن أبدا! فأبى رسول الله ﷺ وأطلق الرجل، فلو أنه
كان يمحو شيئًا أو يأمر بشيء في توفي الكلام وإبطاله لمحا أكبر وسائل الخطابة
في هذا الخطيب المشرك، ولتركه ما يُبين حرفًا من حرف ولا يقيم الكلام على أصواته فلا يفلحْ بعدها في الخطابة أبدًا.
وما يزال المسلمون يَروون إلى اليوم قول ابن الزبَغرَى في الرد على
النبي ﷺ:
حياة ثم موت ثم نشر. . . حديثُ خرافةٍ يا أم عمرو!
وقول ذلك اليهودي حين ضلت ناقة النبي ﷺ:
يزعم محمد أنه يأتيه خبر السماء وهو لايدري أين ناقته!
وهنا نريد أن نقول للدكتور طه: إن بعده من صناعة الشعر هو الذي أوقعه
في هذا الرأي السخيف، فلو نظم اليهودي هذه الكلمة فما عسى أن تزيد على ما قال؟ وهل شعر النصارى واليهود إلا كشعر سائر العرب في الفخر والهجاء والوصف والنسيب وغيرها؟
أم حسب الدكتور أن شعر النصراني يجب أن يكون
في عقائده وإنجيله، وشعر اليهودي في توراته وتجارته.. ولعله لا يعلم أن
أضعف ما يكون الشعر في الصناعة إذ هو تناول هذه المعاني وأشباهها كما يقع في شعر العلماء والمتصوفة، حتى قالوا إن شعر حسان بن ثابت نزل في الإسلام
1 / 109