مضيت إلى البياع، وقلت له: بقرش فول بزيت يا عم.
سألني مقطبا نافد الصبر: زيت حار، زيت طيب، زيت زيتون؟
بهت فلم أحر جوابا أيضا، فصاح بي: وسع لغيرك.
رجعت مغيظا إلى أمي، فهتفت داهشة: عدت كما ذهبت، لا فول ولا زيت.
فقلت بغضب: زيت حار .. زيت طيب .. وزيت زيتون .. لم لم تخبريني؟ - فول بزيت يعني فول بزيت حار. - إيش عرفني؟ - انت خيبة، وهو رجل متعب، قل له بزيت حار.
ذهبت مسرعا، وهتفت بالبياع وأنا على مبعدة أمتار من دكانه: فول بزيت حار يا عم.
وقفت ورأسي بحذاء الطاولة الرخامية وأنا ألهث. وكررت بانتصار: فول بزيت حار يا عم.
دس المغرفة في القدر قائلا: ضع القرش على الرخامة.
وضعت يدي في جيبي فلم أعثر على القرش، فتشت عنه بقلق. قلبت الجيب ظهرا لبطن ولكني لم أجد له أثرا؛ استرد الرجل المغرفة فارغة وهو يقول بقرف: ضيعت القرش، أنت ولد لا يعتمد عليك.
نظرت فيما تحت قدمي وحوالي وأنا أقول: لم أضيعه .. كان في جيبي طول الوقت. - وسع لغيرك، وقل يا فتاح يا عليم.
Página desconocida