فلا غرو، فالكلمة الواحدة تقتضي معاني كثيرة، والجنس المفرد يعم أنواعا عظيمة، والأصل الواحد ينتج فروعا جمة، وستقف في كل ذلك على البرهان فيه على نحو ما التزمناه عقدا وقولا، ولله تعالى الحمد بدءا وعودا، وبه ﷿ نستعين لا إله إلا هو.
وهذا حين نأخذ في سبيل ذلك ونبين حقيقة مذهبنا فيه، وظهور برهاننا له (١) إن شاء الله، فنقول وبالله التوفيق:
قد صح النص على ما نبين بعد هذا أن جميع ولد آدم ﵇ عند الله تعالى على ثلاث طبقات: الأولى هم المقربون، وهم النبيون ﵈ والشهداء فقط.
وهؤلاء ناهضة (٢) أرواحهم إلى الجنة إثر خروجها من أجسامهم عن هذا العالم الذي نحن فيه، وبرهان ذلك أنه لم يختلف مسلمان في أن الأنبياء ﵈ الآن في الجنة، وكذلك الشهداء.
وقد صح هذا بالنص، وأخبر رسول الله ﷺ (٣) أنه رأى الأنبياء
_________
(١) سقط من (ب).
(٢) هكذا في النسختين.
(٣) يشير إلى حديث الإسراء، وقد رواه البخاري (٧٠٧٩) عن شريك بن عبد الله أنه قال سمعت أنس بن مالك.
وأخرجه مسلم (١٦٢) من طريق شريك مختصرا.
ورواه البخاري (٣٠٣٥ - ٣٦٧٤) ومسلم (١٦٤) والترمذي (٣٣٤٦) والنسائي (٤٤٨) وأحمد (٤/ ٢٠٧ - ٢٠٨) وابن خزيمة (١/ ١٥٣) وابن حبان (٤٨) وأبو عوانة (٣٣٦ فما بعد) = = والبزار (٣٨٩٢) وأبو نعيم في المستخرج (٤٢٠) والطبراني في الكبير (١٩/ ٢٧١) عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة.
ورواه البخاري (٣٤٢ - ١٥٥٥) ومسلم (١٦٣) وأحمد (٥/ ١٤٣) وابن حبان (٧٤٠٦) وأبو عوانة (٣٥٥) وأبو نعيم في المستخرج (٤٧١) وأبو يعلى (٣٦١٦) عن الزهري عن أنس عن أبي ذر.
ورواه ثابت عن أنس. رواه مسلم (١٦٢).
وراجع الأحاديث المنتقدة (٣٩٦) بقلمي.
1 / 33