بعث فيهم نبينا ﷺ، وقسمهم أقساما، ونوعهم أنواعا.
وفصَّل في أحكام الأطفال يوم القيامة، وساق المذاهب في ذلك وناقشها قولا قولا.
وأسهب في تفصيل حكم غير المكلفين كالمجانين ونحوهم، وحكم الجن ويأجوج ومأجوج، وغير ذلك مما ستقف عليه مفصلا في كتابه.
وضمن ذلك توجيهات نفيسة لعدد من الآيات والأحاديث، وفوائد عديدة استطرد المصنف في بيانها، وتنبيهات لطيفة يعز أن ترى نظيرا لها في مصنف آخر.
وقديما قيل: كم ترك الأول للآخر، كما في الرفع والتكميل (٥١) (١).
وهذا جرد مختصر بأهم المسائل التي تعرض لها القضاعي في تحرير المقال، أقدمها تحفيزا لقارئ الكتاب، وتشويقا لمطالع هذا المصنف:
يتكون الكتاب من شطرين كبيرين:
الأول: في مناقشة الحميدي في كتابه الآنف الذكر.
_________
(١) ومن نظائر هذه المقالة: قال ابن رشيد السبتي في السنن الأبين (١٨٠): ولابد للأول أن يفضل للآخر.
وقال الصنعاني في إرشاد النقاد (٢١): فإن عطاء ربك لم يكن محظورا، وإفضاله الممدود ليس على السابق مقصورا.
وقال الحافظ في التهذيب (١٢/ ٤٥٥): وهذا من المواضع الدقيقة والعلل الخفية التي ادخرها الله تعالى للمتأخر، لا إله إلا الله، ما أكثر مواهبه، ولا نحصي ثناء عليه، لا إله إلا هو. انتهى.
وقال ابن معصوم في مقدمة سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر: على أن تأخر الزمان، لا ينافي التقدم في الإحسان، فقد يتأخر الهاطل عن الرعد، والنائل عن الوعد. ومراتب الاعداد، تترقى بتأخير رقمتها وتزداد.
1 / 3