Liberación del Ensayo en la Comparación de Actos y el Juicio sobre los No Responsables en el Futuro y el Destino

Ibn Cutya Qudaci Turtushi d. 608 AH
120

Liberación del Ensayo en la Comparación de Actos y el Juicio sobre los No Responsables en el Futuro y el Destino

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

Investigador

مصطفى باحو

Editorial

دار الإمام مالك

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

كما قال في سورة أخرى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ [الإنسان: ٥ - ٦]. وعباد الله هاهنا هم المقربون، أضافهم الله تعالى إليه إضافة تشريف وتخصيص. وكذلك قسمهم في سورة الواقعة إلى قسمين: مقربين، وأصحاب اليمين، وكأنه أخرج الصنف الأعلى من أصحاب اليمين فسماهم بالمقربين، وأبقى أصحاب اليمين اسما على من بقي من سائر الصنف بعد إخراج الصنف الأعلى منهم. ويدل على القسمين من الحديث قول النبي ﵇: «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق إلى المغرب لتفاضل ما بينهم»، فقالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم فقال: «بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين». (١) ألا ترى أن أهل الجنة ينظرون إلى من فوقهم كما ينظر إلى الكوكب، والمنظور إليهم هم رجال من المؤمنين دون الأنبياء ﵈ على ما يقتضيه الحديث، ومقام الأنبياء أعلى من ذلك لا محالة.

(١) رواه البخاري (٣٠٨٣) عن أبي سعيد. ورواه ابن حبان (٧٣٩٢) عن سهل بن سعد.

1 / 120