Tahrir Majalla
تحرير المجلة
Editorial
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية, تهران, 2011
62 الفساد، و النصيحة للحاكمين، بل لعامة البلاد، و التحذير من الوقوع في حبائل الاستعمار و الاستعباد.
و يقول في انشغاله بالسياسة: (أنا غارق فيها إلى هامتي، و هي من واجباتي، و أراني مسؤولا عنها أمام الله و الوجدان) .
و بعد أن تأسس الحكم الديموقراطي و تركز كان شعوره يماشي حركة الإصلاح السياسي، و يحرص على إنمائها، و يساند الجيل الذي تيقظ لمسايرة النهضة الحديثة من فتح المدارس و بث العلوم و تنوير الأذهان.
و كان هو الذي أخمد فتنة عبد الرزاق الحصان 1 التي انبعثت من كتابه (العروبة في الميزان) ، فقد قام لها الجنوب و عشائره عام 1935 م، و قامت المظاهرات التي استمرت، فكان إخمادها على يده حفظا للمصلحة العامة.
و مثلها إخماده لثورة عشائر الفرات على أثر استقالة جميل المدفعي و تشكيل وزارة ياسين الهاشمي 2 عند ما اجتمع عنده زعماء الديوانية
____________
(1) عبد الرزاق بن رشيد بن حميد الحصان البغدادي الكرخي، مؤرخ للقومية العربية، أثار بعض كتبه نقدا شديدا في بغداد، و هو كتاب العروبة في الميزان الذي قامت بسببه تظاهرات احتجاج، فسجن مؤلفه أربعة أشهر، رحل إلى الكويت و إلى السعودية، و توفي غريبا في فندق في الكويت. (الأعلام للزركلي 3: 352) .
(2) ياسين حلمي بن السيد سلمان الهاشمي، زعيم العراق السياسي في عصره. ولد ببغداد سنة 1882 م، و تعلم بها، ثم بالأستانة و برلين، و تخرج برتبة ضابط أركان حرب سنة 1905 م، و خاض الحرب البلقانية، و دخل جمعية العهد، و اتصل بالشريف فيصل بن الحسين سنة 1916 م، ثم دخل في جمعية العربية الفتاة، و نقل إلى رومانيا، و ظهرت مواهبه العسكرية في ميدان غاليسيا دفاعا عن النمسا ضد الروس، و أعيد إلى سوريا. انتخب عضوا في المجلس التأسيسي ببغداد، و تقلد رئاسة الوزراء مرتين. قام ببعض الأعمال الإصلاحية إلى أن قامت ثورة-
Página desconocida