وقال ﷺ: "من قرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ (١) فكأنما قرأ ثلث القرآن" أراد التشبيه بثلث القرآن في الفضل، لا في كراهة (٢) الزيادة عليه (٣).
[جواز تفريق صوم الست من شوال أو تتابعها بعد يوم العيد]
قال صاحب "المغني": "إذا ثبت هذا، فلا فرق بين كونها متتابعة أو متفرقة، في أول الشهر أو في آخره، لأن الحديث ورد مطلقًا من غير تقييد. ولأن فضلها لكونها تصير مع الشهر ستة وثلاثين يومًا، والحسنة بعشر أمثالها فيكون ذلك كثلاثمائة وستين يومًا، وهي السنة كلها. فإذا وجد ذلك في كل سنة صار كصيام الدهر. وهذا المعنى يحصل مع التفريق. والله أعلم" (٤).
_________
(١) سورة الإخلاص: الآية ١.
(٢) في الأصل: (كل كراهة)، والتصويب من (م)، (ع)، ولا مكان لـ (كل) هنا.
(٣) ومن الأمثلة على أن التشبيه بصيام الدهر لا يفهم منه الحرمة أو الكراهة، بل المراد منه -كما قال المؤلف- حصول الثواب الكبير من غير مشقة قوله ﷺ لعبد الله بن عمرو بن العاص: "وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر". أخرجه البخاري، ومسلم.
(٤) آخر الأصل.
1 / 51