Liberación de Ideas
تحرير الأفكار
Géneros
ومقبل في هذا الكذب أو التدليس متبع لهواه، منقاد لدواعي البغض والعصبية. ولو أنصف بعض الإنصاف لكان صواب عبارته أن يقول: إنهم يقدحون في بعض من يسميهم صحابة إذا روى مخالفا لمذهبهم، ويقبلونه إذا روى موافقا لمذهبهم. وهذه العبارة وإن كانت غير كاملة في الأدب، لإيهامها التعصب المذهبي، إلا أنه مع الجدال يحتاج إلى إيراد المعنى، ولكن الصواب إيراده حينئذ بصورة السؤال، بأن يقول: ما بالهم لا يجرحون فيه إذا روى ما يوافقهم بل يقبلونه، حتى إذا روى ما يخالفهم جرحوه ؟ فكان هذا هو، اللائق بالأدب مع علماء الدين أهل الفضل والزهد والورع والصبر والجهاد، وخصوصا ذرية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)الذي كان ينبغي له أن يرقب محمدا فيهم، ويذكر الله عملا بوصية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، دون أن يرميهم بالباطل باتباع الهوى، ويوهم أنهم يرون سب الصحابة عموما بلا ملجئ، وهو يمكنه الجدال بدون كذب ولا عمل بسوء الظن الذي نهى الله عنه في قوله: ] اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم [(1)[55]) ولا تغرير وتلبيس.
هذا، وأما عملهم برواية الرجل إذا روى ما يوافق وترك ما خالف الحق من الروايات، فهو إنما يدل على أن الرجل غير حجة عندهم، ولكنهم يعرضون حديثه على غيره ويتبينون صدقه أو كذبه، فلا يجب أن يجعلوا رواياته كلها كذبا ولا كلها صدقا. وأما حديث المغيرة الذي في أول الشفاء فهو في بعض آداب قضاء الحاجة، ومعناه موافق، لأنه من الحياء والحياء من الإيمان.
سلسلة الاتهامات ترك كتب السنة
قال مقبل: « وهب أيها الطاعن في كتب السنة أننا تركناها لقولك... ».
Página 64