35

Prohibición de mirar en los libros de discursos

تحريم النظر في كتب الكلام

Investigador

عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية

Editorial

عالم الكتب-السعودية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Ubicación del editor

الرياض

لربكم كرؤيتكم للقمر فِي أَنه لَا يرَاهُ الْبَعْض دون الْبَعْض
كالمتناول لَا يحْتَاج فِي رُؤْيَته إِلَى أَن يَنْضَم بَعضهم إِلَى الْبَعْض
كَمَا فِي رُؤْيَة الْهلَال يجْتَمع بَعضهم إِلَى بعض ليريه من يرَاهُ من لم يره
ورؤية الْقَمَر لَيست كَذَلِك
وَلِهَذَا رُوِيَ لَا تضَامون
وَلَا تضَامون فِي الضيم وَالضَّم جَمِيعًا
وَهَذَا كَذَلِك فِي تَشْبِيه السماع بِالسَّمَاعِ لَا المسموع بالمسموع
وَمن قصد الْحق أرشده الله تَعَالَى إِلَى الصَّوَاب فحصلت لَهُ الحكم والفوائد من كَلَام الله تَعَالَى وَكَلَام رَسُوله ﷺ
وَمن قصد غير ذَلِك أعماه الله تَعَالَى عَن الْهدى فَصَارَ الْقُرْآن وَالسّنة عِنْده شبها فضل بهَا
قَالَ الله تَعَالَى ﴿وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة للْمُؤْمِنين وَلَا يزِيد الظَّالِمين إِلَّا خسارا﴾
وَنَظِير ذَلِك ضوء الشَّمْس تضيء لصحيح الْبَصَر وَمن ضعف بَصَره ومرضت عينه أعشاه ضوؤها فأعماه
قَالَ الشَّاعِر
(الْعلم للرجل اللبيب زِيَادَة ... ونقيصة للأحمق الطياش)
(مثل النَّهَار يزِيد أبصار الورى ... نورا ويعمي أعين الخفاش)
وَأما مَا ذكر من تفاصيل شبهه الكلامية فَلَا نَخُوض مَعَه فِيهَا
وَلَكِن علمنَا بُطْلَانهَا من أَصْلهَا
وَقد بَينا بِمَا سبق فَسَاد علم الْكَلَام من أَصله وذم أَئِمَّتنَا لَهُ واتفاق أهل الْعلم على أَن أصحابة أهل بدع وضلالة وَأَنَّهُمْ غير معدودين من أهل الْعلم وَأَن من اشْتغل بِهِ يتزندق وَلَا يفلح
وَقد ظهر برهَان قَول الْأَئِمَّة وَصدقهمْ فِي صَاحب هَذِه الْمقَالة
فَإِنَّهُ أفضت حَاله إِلَى الزندقة والبدعة حَتَّى بدع وضلل وأبيح دَمه وَاحْتَاجَ إِلَى التَّوْبَة وَالْإِقْرَار على نَفسه بِأَنَّهُ كَانَ على الْبِدْعَة والضلالة وَأَن الْمُنكر عَلَيْهِ مُصِيب فِي إِنْكَاره عَلَيْهِ
وَهَذِه الْمقَالة من جملَة الضلالات الَّتِي تَابَ مِنْهَا والبدع الَّتِي رَجَعَ عَنْهَا

1 / 65