29

Prohibición de mirar en los libros de discursos

تحريم النظر في كتب الكلام

Investigador

عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية

Editorial

عالم الكتب-السعودية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Ubicación del editor

الرياض

ردهَا أَو طَرِيق فِي إِبْطَالهَا أَو يثبتونها مَعَ التَّشْبِيه فِي زعمهم وَلَقَد علمُوا إِن شَاءَ الله أَن لَا تَشْبِيه فِي شَيْء من هَذَا وَلَكنهُمْ قبحهم الله تَعَالَى يبهتون وَلَا يستحيون
وَإِن كَانَ الله تَعَالَى قد أعمى قُلُوبهم حَتَّى ظنُّوا ذَلِك فَمَا هُوَ بِبَعِيد
فقد رَأينَا من ينْسب قَول الله تَعَالَى وَقَول رَسُوله ﷺ إِلَيْنَا على وَجه الْعَيْب لنا بهَا فَيَقُول أَنْتُم تَقولُونَ ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾
وَأَنْتُم تَقولُونَ ﴿وكلم الله مُوسَى تكليما﴾ وَأَنْتُم تَقولُونَ ينزل الله كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا
وَهَذَا كَلَام الله ﵎ الَّذِي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه تَنْزِيل من حَكِيم حميد﴾ وَكَلَام رَسُوله ﷺ حملتهم العصبية وعمى الْقلب على أَن جَعَلُوهُ كلَاما لنا ثمَّ عابوه علينا
وَمن عَابَ كتاب الله ﷿ وَسنة رَسُوله ﷺ فَلَيْسَ بِمُسلم
وَمن جعل كَلَام الله ﷿ كلَاما لغيره فَهُوَ جَاهِل غبي
وَسمعت بعض أَصْحَابنَا يَقُول سَمِعت قوما يَقُولُونَ الْحَنَابِلَة يَقُولُونَ ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾
قَالَ فَقلت لَهُم يَا قوم الله الله إِنَّكُم لتنسبون إِلَى الْحَنَابِلَة شَيْئا مَا يصلحون لَهُ وَلَا يبلغون إِلَيْهِ
هَذَا قَول الله ﷾ ﴿قل لَئِن اجْتمعت الْإِنْس وَالْجِنّ على أَن يَأْتُوا بِمثل هَذَا الْقُرْآن لَا يأْتونَ بِمثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضهم لبَعض ظهيرا﴾
فجعلتموه قولا للحنابلة ورفعتم قدرهم حَتَّى جعلتموهم أَهلا لذَلِك
وَإِنَّمَا يحصل التَّشْبِيه والتجسيم مِمَّن حمل صِفَات الله ﷾ على صِفَات المخلوقين فِي الْمَعْنى وَنحن لَا نعتقد ذَلِك وَلَا ندين بِهِ بل نعلم أَن الله ﵎ ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾

1 / 58