70

Tahqiq Tajrid

تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد

Investigador

حسن بن علي العواجي

Editorial

أضواء السلف،الرياض

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩هـ/ ١٩٩٩م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

وأما موقفه من الفرق المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة فإنه متفق مع العلماء من سلف هذه الأمة، فقد بين ﵀ أن الرافضة والجهمية هما أشر أهل البدع، وأن بعض السلف قد أخرجهم من الثنتين والسبعين فرقة، وأن الشرك قد حدث بسبب الرافضة فقد كانوا أول من بنوا على القبور وعظموها. وبيَّن ﵀ أن الجبرية - أو الجهمية - ينسبون إلى جهم بن صفوان، وهم يزعمون أن لا قدرة للعبد أصلا; ولهذا أطلق عليهم الجبرية، وليس الذي أنكر عليهم مذهب الجبرية خاصة، وإنما الذي أطبق السلف بذمهم عليه هو إنكارهم للصفات، حتى قالوا بأن القرآن ليس كلام الله وأنه مخلوق١. وبيَّن ﵀ أن القدرية هم الذين ينسبون خلق الخير إلى الله تعالى والشر إلى النفس، وقد جاء في الحديث " القدرية مجوس هذه الأمة "٢،لأن قولهم إن أفعال العباد مخلوقة بقدرتهم، يشبه قول المجوسية القائلين بأن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة. وبيَّن أن الجامع بين فرق القدرية أنهم ينكرون خلق أفعال العباد من خير وشر وكفر وإيمان. وأما غلاتهم فينكرون علم الله ﷾ بما يفعله العباد من الخير والشر وكتابته له وسبق علمه به٣.

(١) انظر: ص ٢٣٢ من هذا الكتاب. (٢) راجع تخريجه ص ٥١٤ من هذا الكتاب. (٣) انظر: ص ٥١٧ من هذا الكتاب.

1 / 62